هذا ليس كيليان مبابي الذي وعد به ريال مدريد. حيث فشل قائد فرنسا في إيجاد الشباك للمباراة الثالثة على التوالي في الدوري الإسباني، وفشل في إحداث تأثير في تعادل الفريق المخيب 1-1 مع لاس بالماس على ملعب الأخير، بينما سجل فينيسيوس جونيور هدف الملكي.
4 نقاط أهدرها ريال مدريد في 3 مباريات، ليحتل المركز الخامس بـ5 نقاط، ويواصل تعثره في البداية، مع أكثر من علامة استفهام حول العديد من الأمور التكتيكية والفنية وتوليفة المدرب كارلو أنشيلوتي.
أنشيلوتي يعود لطريقته القديمة
في الموسم الماضي كانت طريقة كارلو أنشيلوتي 4-1-2-1-2 حيث كان جود بيلينغهام يلعب خلف الثنائي الهجومي رودريغو رفقة فينيسيوس جونيور ومع قدوم مبابي غيّر الطريقة إلى 4-3-3.
اليوم عاد كارلو أنشيلوتي لطريقته القديمة 4-1-2-1-2 أمام لاس بالماس بنفس الطريقة لكن مع وضع كيليان مبابي بدلاً من روردريغو وإشراك فينيسيوس جونيور وإبراهيم دياز بدلاً من جود بيلينغهام في المركز رقم (10) كما توضح الصور أدناه.
الصور أعلاه تظهر وجود فينيسيوس جونيو إلى جانب مبابي في عمق الهجوم، وهذه التغييرات يعني أن أنشيلوتي اعترف بفشله في إيجاد التوازن المثالث في هجومه المرصع بالنجوم، لا يعرف كيف يستفيد من الثلاثي الهجومي روردريغو وفينيسيوس ومبابي.
والسؤال هنا إن كنت قد عدت للطريق القديمة التي حققت بها النجاح في الموسم الماضي بين فينيسيوس جونيو ورودريغو وبيلينغهام، لماذا جئت بمبابي إن كان ليه له مكان في هذه الطريقة الغريبة عليه؟
لكن في الحالة الدفاعية يلعب ريال مدريد بطريقة 4-4-2 كما تظهر الصورة أعلاه يبقى فينيسيوس جونيو وكيليان مبابي كثانئي هجومي، ويتحول إبراهيم دياز كجناح أيسر وفالفيردي كجناح أيمن.
أكمل دياز 71% فقط من تمريراته، وكان مترددًا في كثير من الأحيان في 45 دقيقة مخيبة للآمال، لم ينجح فيها سوى في تمريرة مفتاحية واحدة فقط.
الطريقة القديمة لم تؤت أكلها في الشوط الأول، فدفع أنشيلوتي بالجناح رودريغو وعاد لطريقة 4-3-3، لكن مرة أخرى عاب ريال مدريد تضارب الأدوار.
دور فاسكيز لحل أزمة الجناح الأيمن
المشكلة التي كانت بارزة في ريال مدريد في أول مباراتين هو في غياب الجناح الأيمن، لأن منطقة تحركات رودريغو كانت هي نفسها منطقة تحركات فينيسيوس جونيور ومبابي والملعب مائل على اليسار.
فاسكيز بحسب الخريطة الحرارية لتحركاته (الصورة أدناه) كان أشبه بالجناح الأيمن، وهو مركزه الأصلي، وهنا بدأ الملعب يتوازن بعض الشيء، حيث أن صعوده للهجوم جعله يتسبب في ركلة الجزاء التي تعادل بها ريال مدريد.
استلم فاسكيز وأوجد مساحة، وهذا هو الشيء الذي كان يتحدث عنه مبابي بين شوطي مباراة ريال مايوركا، (أن يحاول زكلاؤه تغيير الملعب إلى الجانب الآخر) أي الجانب الأيمن، لكن داني كاربخال لم يكن يقوم بنفس الزيادة التي قام بها فاسكيز.
أزمة وأنانية بين فينيسيوس جونيور ومبابي!
المفترض أن يكون مبابي قد سجل هدفًا على الأقل بحسب الأهداف المتوقعة في أول 3 مباريات. الأهداف المتوقعة له تبلغ 1.8 هدفًا وهو ثاني أكبر رقم للأهداف المتوقعة في الليغا حتى الآن خلف روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل 3 أهداف.
لم يسجل مبابي ولم يصنع رغم أنه الأكثر قيامًا بمحاولات تسديد في الليغا (17 تسديدة)، لكنه أهدر 3 فرص محققة حتى الآن، وهو الرقم الأكبر في المسابقة، رفقة ليفاندوفسكي، لكن هذا الأخير كما ذكرنا سجل 3 أهداف على الأقل.
هناك أزمة في عدم الانسجام والتفاهم بين مبابي وفينيسيوس، هذا الأخير أحيانًا لا يضع كرات سانحة لمبابي والمهاجم الفرنسي يكون في وضعية سانحة للتسجيل، وقد أمضى معظم وقته في احتلال نفس المساحات التي احتلها مبابي.
هناك لعبة في الدقيقة (58) والظهير البديل فران غارسيا يحاول إرسال كرة عرضية رغم أن فينسيوس جونيور كان وحيدًا داخل منطقة جزاء لاس بالماس أمام عدد كبير من مدافعيه، لكن أين كان مبابي؟ كان بجانب غارسيا نفسه وخارج المنطقة!