تعافت إيطاليا سريعًا بعد أن تلقت أسرع هدف في تاريخ اليورو (23 ثانية فقط) لتقلب تأخرها إلى الفوز 2-1 على ألبانيا الشجاعة في مستهل حملة الأتزوري للدفاع عن لقبه في المجموعة التي تضم كرواتيا وإسبانيا.
ولم تهزم إيطاليا في آخر 10 مباريات لها في بطولة أمم أوروبا، وهي أطول سلسلة متتالية دون هزيمة في المسابقة (منذ عام 1992 على الأقل)، بينما خسرت ألبانيا جميع مبارياتها الخمسة أمام إيطاليا في جميع المسابقات.
لمسة لوتشيانو سباليتي تغيّر وجه إيطاليا
ردة فعل المنتخب الإيطالي عقب هدف التقدم من ألبانيا كان مميزًا، فقد قدّم الفريق كرة قدم رائعة واستحوذ بشكل كبير على الكرة (68 %) ومرر أكثر من 800 تمريرة، وهو شيء يدل على لمسة لوتشيانو سباليتي الذي يُقدم هذه الكرة وكان آخرها مع نابولي.
المميز في الأتزوري خاصة في الشوط الأول أن عناصر إيطاليا كانت تلمس الكرة مرة أو مرتين ثم تمرر ثم يتحركون، وهذا كله غريب على هوية إيطاليا التي لم تكن بهذه الجمالية في السابق، كما أن الفريق هو النجم، فلا يوجد لاعب واحد يتم الاعتماد عليه.
تأثير المهاجم في إيطاليا
على مدار العقدين الماضيين، وجد لوتشيانو سباليتي طريقة لجعل المهاجمين تحت تصرفه يُخرِجون أفضل ما لديهم. فسجل إيدين دجيكو 36 هدفًا تحت قيادته، وماورو إيكاردي 27 هدفًا، ثم فيكتور أوسيمين في نابولي.
بدأ سباليتي بالمهاجم جيانلوكا سكاماكا الذي قدم موسمًا مميزًا مع أتالانتا، رغم أنه أظهر ومضات جيدة في المباراة، فهو بحاجة للكثير من العمل، إذ يقضي الكثير من الوقت في التحرك في بقع ليست خطيرة في الملعب، وعندما يُقرر التحرك في مساحة لا تُلعَب له الكرات لأنه لا يربط مع زملائه بشكل جيد.
إيطاليا بحاجة لتأثير المهاجم، خاصةً أن نيكو باريلا لاعب الوسط هو هداف التشكيلة الحالية بـ9 أهداف فقط في 51 مباراة دولية، ويأتي بعده كييزا وستيفان شعراوي بـ7 أهداف دولية.
الدفاع الأنيق يعود من جديد
إن سألت أي متابع عن أفضل ما لدى إيطاليا فستكون الإجابة هي ثنائي قلب الدفاع أليساندرو باستوني صاحب هدف التعادل، وشريكه ريكاردو كالافيوري، وأهم ما يُميز هذا الثنائي بخلاف الصلابة الدفاعية هو قدرتهما على بناء الهجمات وضرب خطوط الضغط.
كالافيوري مدافع صاحب قدم يسرى مميزة، وهذه عملة نادرة في كرة القدم الحالية بندرة قلوب الدفاع أصحاب القدم اليسرى، وكان من المميز رغم حداثة عهده مع إيطاليا (ثالث مباراة له) أن يظهر بهذه الثقة والشخصية الكبيرة.
كما ذكرنا فاللاعب البالغ من العمر 22 عامًا كان يتقدم للأمام كثيرًا في الشوط الأول، لدرجة أن خريطة تحركاته كانت تشبه خريطة تحركات لاعب وسط مهاجم أو جناح.
فاز المدافع الشاب بكافة الالتحامات الهوائية التي تعرض لها، ولم يتعرض لأي مراوغة من لاعبي ألبانيا.
هذ الثنائي هو مستقبل إيطاليا، ويجب القول إنه بمعدل 26 عامًا و287 يومًا، تعد هذه أصغر تشكيلة أساسية لإيطاليا في بطولة أوروبا منذ يونيو 1988 ضد الاتحاد السوفيتي في نصف النهائي (25 عامًا ويومين).
تغيرت الوضعية في الشوط الثاني، تراجعت إيطاليا وقررت الدفاع عن التقدم، لذلك لم يتقدم الثنائي الدفاعي كثيرًا.
ألبانيا وثورة لمدة دقيقة
خمسة من لاعبي ألبانيا الأساسيين أمام إيطاليا يلعبون مع الفرق الإيطالية (دجيمسيتي، هيساي، بايرامي، رمضاني، أسلاني)، لذلك كان من المفترض أن يكونوا أكثر فهمًا للاعبي إيطاليا.
لم يتمكن يبلر رمضاني وجاسير أسلاني من فرض نفسيهما على هذه المباراة، كما رأيناهما يفعلان في عدة مباريات، حيث تعرّضا لضغط كبير من خط الوسط الإيطالي.
ألبانيا لجأت إلى أسلوب الكرات الطويلة للمهاجم أرماندو بروخا، لكنهم لم ينفذوا الطريقة بشكل جيد، فالكرات الطويلة كانت تُلعَب بشكل مستقيم ومسطح، ولم تسبب أي مشاكل لإيطاليا على الإطلاق. ولم يواجه جيانلويجي دوناروما أي مشكلة في جمعها.
الدفاع الإيطالي عرف بوضوح كيف يحب المهاجم الألباني اللعب وحاولوا إبعاده عن المباراة، ونجحوا في ذلك.