بات الدوري الجزائري متّجهًا نحو تغيير إستراتيجي، بعدما اتخذ الاتحاد الجزائري لكرة القدم قرارًا مهمًا خلال اجتماع مجلسه التنفيذي، السبت الماضي، قد يعطي آمالًا جديدة للجماهير باكتشاف بعض اللاعبين الواعدين في المسابقة المحلية وفي سن مبكرة، بعد أن شهدت السنوات الماضية تخلي الأندية عن الاستثمار في المواهب الشابة.
واقتصر اكتشاف المواهب الكروية واستقطابها خلال السنوات الماضية في الجزائر على اللاعبين مزدوجي الجنسية، والذين نشؤوا ومرّوا عبر الأكاديميات المعروفة في أوروبا، خاصةً في فرنسا، حيث اعتمد منتخب الجزائر الأول وحتى باقي المنتخبات السنية على اللاعبين أصحاب الأصول الجزائرية الوافدين غالبًا من “القارة العجوز”.
ويُعرف عن أندية الدوري الجزائري خلال السنوات الماضية اعتمادها بشكل مفرط على استقدام اللاعبين الجاهزين وعدم الاهتمام بالتكوين، كما أنّ الكثير منها لا يمنح الفرصة للاعبين اليافعين بالحصول على فرصة اللعب مع الفريق الأول، وقد يتأخر ذلك كثيرًا بالنسبة للاعبين الموهوبين بالفطرة.
ويبقى نادي بارادو الجزائري صاحب الأكاديمية الشهيرة المعروفة بـ”لاماسيا الجزائر”، النادي الوحيد الذين يمنح فرصًا للاعبين يافعين للعب مع الفريق الأول وفي أحيان كثيرة تحت سن الـ17 و18 عامًا، ما جعله يسوّق العديد من النجوم إلى أوروبا، على غرار رامي بن سبعيني ويوسف عطال وهشام بوداوي وآدم زرقان وعبد القهار قادري وياسين طيراوي وغيرها من الأسماء، التي باتت نجومًا في منتخب “الخضر” حاليًا.
يافعو الدوري الجزائري أولوية قصوى للـ”فاف”
في سياق دعم مواهب الدوري الجزائري ومحاولة حثّهم على البروز، وجه رئيس الاتحاد المحلي للعبة “فاف”، وليد صادي، تعليمة صريحة للأندية المحترفة والهاوية من أجل منح الفرصة للاعبين تحت 17 عامًا للعب مع المحترفين والفريق الأول، وتسهيل هذه المهمة بإلغاء بعض القيود التي كانت مفروضة في وقت سابق.
وجاء في التعليمة التي انتشرت خلال الساعات القليلة الماضية، وكانت من مخلفات اجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد الكرة الجزائري قبل يومين، تحت عنوان: “مشاركة لاعبين صنف أقل من 17 سنة مع الأكابر”.
وأضافت: “طبقًا للتعديلات التي أحدثها الاتحاد الجزائري لكرة القدم في القوانين العامة لبطولة المحترف والقوانين العامة لبطولات الهواة في اجتماع المكتب الفيدرالي ليوم 21 سبتمبر 2024، فإن لاعبي فئة تحت 17 عامًا سيكون من المسموح لهم بالمشاركة مع فئة الفريق الأول دون الحاجة إلى المرور على اللجنة الطبية للاتحاد الجزائري لكرة القدم”.
وزادت: “بشرط أن يكون الملف الطبي الأول كاملًا، ويُضاف إليه توقيعُ تعهدٍ كتابي من المدير الفني للفريق أو مدرب الفريق في حالة عدم امتلاك النادي لمدير فني. على أن يُطلَب من السادة رؤساء الرابطات السهر على النشر العلني لهذه التعليمة حتى تكون في متناول الأندية والحكام”.
ويرى الكثير من المتابعين أن هذا القرار التسهيلي من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم يُرجى منه منح الأمل للكثير من المواهب الكروية في الدوري الجزائري وكافة الأقسام الأخرى، التي تنتظر الحصول على فرصتها، كما يمنح له فرصة الارتقاء إلى المستوى الأعلى في سن مبكرة بدل الانتظار لوقت أطول.
ويجمع الجزائريون على أن كرة القدم المحلية تزخر بمواهب عديدة تنتظر فقط الحصول على فرصتها، وهو ما سيسمح ببروزها على أمل تدعيم منتخب الجزائر الأول بدل انتظار اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين يكونون أصعب في إقناعهم باللعب مع المنتخب الجزائري في الكثير من الأحيان.