حقق نهضة بركان المغربي انتصارًا ضيقًا بهدفين لهدف على ضيفه الزمالك المصري في ذهاب نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية ليتأجل الحسم إلى موقعة القاهرة بعد أسبوع من الآن.
الفريق المغربي تقدم بهدفين نظيفين في الشوط الأول عبر جهود يوسوفو دايو من علامة الجزاء وعادل تاحيف، قبل أن يعود الفارس الأبيض في بداية الشوط الثاني برأسية سيف الدين الجزيري.
كرة الوحل الإنجليزية تصل إلى بركان
كما هو معتاد، اعتمد نهضة بركان أسلوب لعبه المعتاد بإرسال وابل من الكرات الطولية إلى مناطق الزمالك ومحاولة الفوز بالكرة الأولى أو الثانية في شكلٍ شبيه بما كان يحدث في كلاسيكيات الكرة الإنجليزية تجنبًا لملاعبها الموحلة في الستينيات والسبعينيات.
ومن إحدى اللقطات التي ضغط فيها بركان في بداية المباراة، كانت الوقعة الثالثة ثابتة، بعدما نجح الجناح الأيمن الفحلي في الحصول على ركلة جزاء بعد ثالث سقوط داخل منطقة جزاء الزمالك في أول 6 دقائق، إثر عرقلة من حسام عبد المجيد انتبه لها حكم (الفار) هيثم قيراط، لينبري لها المدافع دايو بنجاح وبهدوء شديد.
ظهرت خطورة أصحاب الأرض عبر كراتهم الثابتة التي اكتسبوها من الجبهة اليسرى مع أكثر من خطأ لظهير الزمالك أحمد فتوح الذي لم يكن حذرًا في تجنب الأخطاء حول المنطقة والركنيات ليستفيد المغاربة من أقوى سلاح لهم بتسجيل الهدف الثاني بعدما ارتقى تاحيف لرأسية استغل فيها تفوق فريقه في الرأسيات وضعف الزمالك على مستوى حراسة المرمى سواء في الخروج للكرات أو فيما حدث خلال اللقطة بعدما فشل محمد عواد في إنقاذ الرأسية لتسكن الشباك.
الزمالك يستعيد هدوءه؛ ولكن…!
استفاد الزمالك من إجادة لاعبيه للعب الكرات القصيرة التي فرض بها سيطرته على اللقاء بعد ذلك؛ ليصل استحواذه لما يقارب الـ70% ليتجنب أي صداع هجومي للنهضة البركانية ويبدأ في صناعة بعض الخطورة عبر تكثيف عمل الجبهة اليسرى بأحمد فتوح وأحمد حمدي، إضافة إلى سامسون وسيف الجزيري وأحمد سيد زيزو.
إلا أن مَن أضاف فعلًا وفاجأ نهضة بركان كان الزيادة العددية التي كان قدمها محمد شحاتة في أكثر من لقطة ومن بعضها مرّر إلى فتوح ليرسل في واحدة منها كرة عرضية خطيرة قابلها سيف الجزيري برأسه لكن حارس بركان العقبي أخرج الكرة بنجاح.
لكن ما عطّل الزمالك كثيرًا في المباراة كان في التبديل المتواصل بين مراكز الرباعي الهجومي وعدم استقرار جوزيه غوميز على تمركزات لاعبيه، وذلك بسبب المشكلة التي عانت منها تشكيلة الفريق بغياب جناح حقيقي يُعتمد عليه غير زيزو.
لذلك قرر غوميز إجلاس نداي لكن هذا القرار المنطقي بطريقة أو بأخرى تسبب في مشكلة بعدم الاستقرار على من يشغل مركز الجناح الأيسر الذي لعب فيه خلال الشوط الأول حرفيًا الرباعي الهجومي سواء كان زيزو الذي ذهب إلى اليسار لينتقل سامسون إلى اليمين ويتمركز حمدي في الوسط، وكذلك سيف الجزيري الذي لعب جناحًا لفترة قصيرة من أجل إرسال حمدي إلى العمق ليلعب سامسون مهاجمًا فيخسر الزمالك أهم مهاجميه.
أخيرًا استقر الزمالك على شكله فتحسن كثيرًا
وصل غوميز إلى الاستقرار على وجود أحمد حمدي على اليسار وهو كان الخيار الأكثر منطقية، فصحيح أن حمدي لا يجيد على الإطلاق على الطرف، إلا أن خسارة لاعب واحد كان أفضل من كل لعبة الكراسي الموسيقية التي حدثت بين رباعي الهجوم طوال أحداث الشوط الأول، وهو أمر كان مثيرًا للاستغراب أن يصل الزمالك للمباراة غير مستقر على وضعية مطمئنة لمراكز لاعبيه.
لذلك لم تقتصر خطورة الزمالك هذه المرة على الاستحواذ والسيطرة على الكرة، لكن بدأ في صناعة الخطورة على مضيفه، وكان الفريق حسن الحظ بتسجيله سريعًا ليتجنب سيناريو الاندفاع وراء تعويض النتيجة سريعًا ما كان ليتسبب في خطورة على دفاعاته من مرتدات نهضة بركان التي ظهرت بوادر خطورتها في نهايات الشوط الأول بعدما استوعب ضغط الزمالك في الثلث الثاني من الشوط.
رغم ذلك؛ كان بإمكان الزمالك إدراك نتيجة فُضلى؛ لو كان أحمد سيد زيزو أشد تركيزًا في الفرصة التي لاحت له، وكان الفريق يمتلك بديلين جيدين لسامسون وأحمد حمدي الذي كان الضحية المنطقية لضبط مراكز الآخرين.
فحتى مع عودة أحمد حمدي إلى منتصف الملعب بدخول إبراهيما نداي، كان مخزونه البدني قد شارف على النفاد قبل أن يقضي نداي على أي إمكانية لتطوير هجمات الفريق بفاصل مذهل من العشوائية والتمريرات السيئة.
النتيجة ما زالت غير حاسمة
سعى نهضة بركان في نهايات المباراة لتسجيل هدف ثالث يريحه في مباراة العودة واصطدمت إحدى تسديداته بالعارضة من الخارج لكن الفريق لم يستطع صناعة زخم هجومي كافٍ للتسجيل، بعدما تجنب لاعبو الزمالك ارتكاب أخطاء قريبة من منطقة الجزاء.
لكن من إحدى الأخطاء كان حكم تقنية (الفار) هيثم قيراط يتجاهل تعديًا واضحًا على لاعب وسط الزمالك محمد شحاتة إثر ضربة ساعد في وجهه، ليتجنب الفريق المغربي لعب نصف الشوط الثاني بعشرة لاعبين.
بينما افتقد الزمالك في تلك النهايات للدقة في تطوير الهجمة في الثلث الثاني من الملعب ليصل إلى ملامح الخطورة الحقيقية، قبل أن يقرر جوزيه غوميز أخيرًا أن يجري تبديلًا ثانيًا بدخول ناصر منسي بأسباب خليطة بين إصابة طفيفة لدونغا أو تجنب لبطاقته التي تمنعه من لعب العودة وكذلك للاستفادة من إجادة منسي للرأسيات لزيادة عدد المدافعين ضد الكرات الثابتة، وسط حالة من الاستغراب لعدم الدفع بزياد كمال هو الآخر.
النتيجة لا تعني سوى أن الحسم سيكون على استاد القاهرة، نهضة بركان يكفيه التعادل مستفيدًا من فوزه بينما لهدف الزمالك مفعول السحر في أن يكون كل المطلوب منه هو أن يحقق نفس ما حققه في برج العرب 2019؛ لكن هذه المرة سترسله نفس النتيجة إلى منصات التتويج وليس إلى ركلات المعاناة.