كان بكاء رونالدو من أبرز اللقطات عقب نهاية مباراة نهائي كأس الملك السعودي، أمسية الجمعة 31 مايو/ أيار، بتحقيق نادي الهلال للقب بعد الفوز على النصر بركلات الترجيح (5-4)، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
وشهدت المباراة تقدم هلالي عند الدقيقة 7 من كرة رأسية عن طريق المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، وحاول “العالمي” إدراك التعادل في الشوط الثاني، وكان له ما أراد عند الدقيقة 88 بجهود أيمن يحيى؛ لتذهب المباراة إلى الشوطين الإضافيين.
واستمر التعادل بين قطبي الرياض، ثم ابتسمت ركلات الترجيح للهلال، بعد تألق لافت من الحارس المغربي ياسين بونو؛ ليحصل “الزعيم” على لقبه الـ11 في بطولة كأس الملك، ويدخل نجم وقائد النصر كريستيانو رونالدو في نوبة من البكاء.
وقد يكون بكاء رونالدو بهذه الصورة بسبب خسارة لقب، أمرًا غريبًا بعض الشيء على كثير من المتابعين؛ لا سيما أن اللاعب صاحب الـ39 عامًا يمتلك في رصيده العديد من الألقاب والإنجازات عبر مسيرته الكروية الحافلة.
لكن هذا الأمر يمكن تفسيره بالنظر إلى تجربة النجم البرتغالي مع فريقه، الذي انضم إليه مطلع عام 2023، عقب فسخ عقده مع ناديه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي، في صفقة كانت حديث الشارع الرياضي العالمي.
بكاء رونالدو.. ما أسبابه؟
وفي السطور التالية يرصد “winwin” أبرز الأسباب التي جعلت المتابعين يشاهدون لقطة بكاء رونالدو عقب نهاية مباراة الديربي مع الهلال في نهائي كأس الملك.
1- نجم المشروع بدون ألقاب حتى الآن
كان ذهاب رونالدو إلى السعودية سببًا في اتجاه الكثير من نجوم العالم للعب في دوري روشن السعودي خلال الفترة الماضية، وشجعهم حضور “صاروخ ماديرا” على الانتقال إلى الدولة الخليجية، التي لديها مشروع واضح؛ لجعل البطولة المحلية من أقوى الدوريات حول العالم.
لكن حتى الآن، لم ينجح “نجم المشروع” في التتويج بأي لقب برفقة أصفر العاصمة، واكتفى رونالدو فقط بتحقيق كأس الملك سلمان للأندية العربية الصيف الماضي، قبل بداية هذا الموسم، وهي بطولة تنشيطية ولا تُعتبر رسمية ومُعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وجاءت لقطة بكاء رونالدو بعد خسارة لقب جديد في مسيرة اللاعب مع النصر، رغم أنه على الصعيد الفردي قدم كل ما لديه من أجل فريقه، واستطاع تسجيل 44 هدفًا خلال 45 مباراة عبر كل المسابقات هذا الموسم، مع تقديمه 13 تمريرة حاسمة.
وشهد الموسم الحالي حصول الهلال على الثلاثية المحلية بالظفر بألقاب الدوري والكأس وكأس السوبر السعودي، وعلى الصعيد القاري، ودع “فارس نجد” منافسات بطولة دوري أبطال آسيا من الدور ربع النهائي على يد فريق العين الإماراتي.
2-سقوط مُتكرر أمام الهلال
منذ حضوره إلى السعودية، أظهر رونالدو جودته التهديفية المُعتادة، واستطاع تمزيق شباك كافة المنافسين تقريبًا، لكنه كان دائمًا ما يُعاني في مبارياته أمام الهلال.
وخاض اللاعب 6 مباريات رسمية أمام أزرق العاصمة، ولم ينجح في هز الشباك على الإطلاق، واكتفى بتقديم تمريرة حاسمة واحدة، وفي نهائي كأس الملك، واصل “الدون” إضاعته للأهداف أمام المرمى الهلالي، وهو الأمر الذي يجعلنا نُفسر لقطة بكاء رونالدو عقب نهاية اللقاء.
3- سيناريو المباراة يدفع إلى بكاء رونالدو
كان سيناريو نهائي كأس الملك السعودي دراماتيكيًا إلى أبعد الحدود، وحضرت الإثارة بقوة، خاصة مع اللحظات الأخيرة في الوقت الأصلي، عندما تعرض المدافع علي البليهي للطرد عند الدقيقة 87؛ ليتساوى الفريقين في عدد أفرادهم بعد أن أُقصي حارس النصر ديفيد أوسبينا عند الدقيقة 56.
وبعد طرد البليهي، ازدادت أفراح النصراويين بتسجيل هدف التعادل مُباشرة، ثم تعقدت مهمة الهلال أكثر بطرد السنغالي كاليدو كوليبالي عند الدقيقة 90.
ورغم محاولات النصر حسم اللقاء في الشوطين الإضافيين، استبسل الهلال في الحفاظ على نظافة شباكه، وبالفعل احتكم الفريقان لركلات الترجيح، التي اقترب فيها “العالمي” كثيرًا من حصد اللقب، بعد تصدي وليد عبد الله لركلة سعود عبد الحميد الخامسة.
وكان لدى النصر فرصة إنهاء المواجهة عندما تقدم علي الحسن لتسديد الركلة الخامسة، إلا أن ياسين بونو كان له رأي آخر، وتصدى ببراعة للكرة، وبعدها منح الحارس ناديه الهلال اللقب بتصديه لركلة مشاري النمر، عقب نجاح ناصر الدوسري في تسجيل ركلته.
وشعر رونالدو بحالة صدمة كبيرة عقب الخسارة، ولم يتمالك نفسه، ودخل في نوبة من البكاء، بعد أن كان فريقه النصر قاب قوسين أو أدنى من إنهاء الموسم بلقب كأس الملك على حساب غريمه التقليدي الهلال.