استهلت الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي حملة الدفاع عن لقبها في بطولة كوبا أمريكا بالفوز على كندا بهدفين دون رد في افتتاحية البطولة التي أقيمت على ملعب “مرسيدس بنز” في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان هذا هو أول ظهور قاري لمنتخب الأرجنتين منذ فوزه بنهائي كأس العالم قطر 2022 على حساب فرنسا.
ظهرت كندا بقوة في الشوط الأول وكانت لديها خطة لعب جيدة، لكن الأرجنتين كانت تتمتع بالنضج والاتزان للتغلب على أي مفاجأة.
وتعد كندا ثامن منتخب من اتحاد الكونكاكاف يشارك في بطولة كوبا أمريكا، بعد كوستاريكا وهايتي وهندوراس وجامايكا والمكسيك وبنما والولايات المتحدة.
وأصبح نجم الأرجنتين ليونيل ميسي اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ بطولة كوبا أمريكا، متجاوزًا الرقم القياسي البالغ 34 مباراة والذي سجله سيرجيو ليفينجستون في عام 1953.
الأرجنتين.. طن ضائع من الفرص
أهدرت الأرجنتين ما لا يقل عن 6 انفرادات مُحققة اثنين منهم عن طريق نجم الفريق ميسي، حيث عاب الفريق سوء اللمسة الأخيرة من عناصره الهجومية وكاد بمقدوره الفوز بأكثر من 4 أهداف.
إهدار الفرص بهذا الشكل جاء نتيجة للاستغلال السيء للأقدام والتسرع، وأيضًا الرعونة في الإنهاء الفرص بشكل دقيق.
لكن ميسي في الأخير كان له دورًا حيويًا في الفوز وكان وراء الهدفين وكان أكثر لاعبي المباراة صناعة للفرص، وقدم تمريرة حاسمة للهدف الثاني.
من خلال الجمع بين النسخ الثلاث الأخيرة من بطولة كوبا أمريكا (2016 و2019 و2021) لم يشارك أي لاعب في الأهداف بشكل مباشر في المسابقة أكثر من ميسي (21 هدفًا) بواقع 10 أهداف و11 تمريرات حاسمة. وهو اللاعب الوحيد في هذه الفترة الذي وصل إلى أكثر من 10 أهداف أو تمريرة حاسمة.
ميسي لجأ للعب دورين في هذه المباراة، الأول كان في المرحلة الأخيرة من المباراة حين لعب كمهاجم اعتمدت عليه الأرجنتين في الكرات المباشرة الطويلة استغلالاً لاندفاع كندا.
والثاني كان في الشوط الأول بتحركات للأسفل لبناء الهجمات، وتحركات على الطرف الأيمن ولعب الكرات القطرية والعكسية للطرف الثاني من الملعب.
انتحار كندا أمام ميسي
تركزت الكثير من الأسئلة حول قدرة كندا في التعامل مع ليونيل ميسي والأرجنتين. في الشوط الأول ورغم فرص الأرجنتين فكندا قدمت شوطًا قويًا وخلقت العديد من الفرص وكان بمقدورها التسجيل.
لكن هناك شيء خطير كان بمثابة الانتحار بالنسبة للاعبي كندا خاصة عندما تواجه خصم يمتلك ميسي ألا وهو الدفاع المتقدم، الذي كانوا يستخدمونه حتى في الكرات الثابتة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخرج بدفاعك أمام ليونيل ميسي الذي يتفنن في كسر الخطوط بتمريراته عندما يسقط أمام الدفاع.
الهدفان اللذان سجلهما المنتخب الأرجنتيني جاءا من نفس الفكرة تقريبًا، ميسي يسقط أمام الدفاع ويلعب تمريرة بينية تضرب الدفاع المتقدم، سجل منها جوليان ألفاريز في الهدف الأول، والثاني استغلها لاوتارو مارتينيز.
بعد الهدف الأول اندفعت كندا أكثر واستخدمت الأرجنتين فكرة الكرات الطويلة لاستغلال المساحات في عمق الدفاع، لدرجة أن حارس منتخب الأرجنتين صنع فرصة لليونيل ميسي من كرة طويلة.
وفي المباراتين الوديتين اللتين خاضتهما كندا قبل البطولة، نجح لاعبوها أيضًا في الحفاظ على شباكهم بدون أهداف لمدة 45 دقيقة وأمام منتخبات قوية.
في المباراة الأولى، خرجوا بالتعادل السلبي أمام هولندا بعد نهاية الشوط الأول وخسروا بنتيجة 4-0 في النهاية وفي الثانية تعادلوا بنتيجة 0-0 مع فرنسا.
هذه المباراة كانت أشبه بسيناريو هولندا، الفريق سقط في الشوط الثاني وخدمه الحظ لأنه لم يستقبل عدد أكبر من الأهداف.