كشف ألبرت لوك المدير السابق للمنتخب الإسباني، عن مفاجآت مثيرة تتعلق بقضية اتخاذ الواعد لامين يامال نجم برشلونة، قرار اللعب مع منتخب لا روخا، متجاهلًا في الوقت ذاته الانضمام إلى صفوف المنتخب المغربي الذي يحمل جنسيته من جهة أبيه.
وأشار إلى وجود مخاوف كبيرة لدى والد يامال الذي زعم أنه سيواجه تهديدات ضمنية بالقتل بسبب تداعيات قرار نجله؛ إذ قال ألبرت لوك في تصريحات نقلتها مجلة “فوربس” الشهيرة: “والد لامين يامال كان متخوفًا من قرار اللعب مع منتخب إسبانيا، لقد كان يؤمن بأنهم سيقدمون على قتله في المغرب بعد اتخاذ ابنه قرار تمثيل المنتخب الإسباني على المستوى الدولي”.
ولد لامين يامال في مدينة ماتارو الكتالونية عام 2007، على بُعد حوالي 20 ميلًا من وسط مدينة برشلونة، لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، لينضم إلى أكاديمية لا ماسيا وهو في سن السابعة من عمره، قبل أن يشارك لأول مرة مع كبار برشلونة تحت قيادة تشافي هيرنانديز بعمر 15 عامًا فقط.
واصل الواعد تحطيم الأرقام القياسية، ليصبح أصغر هداف في تاريخ الدوري الإسباني، وأصغر لاعب يمثل المنتخب الإسباني، إلى جانب كونه أصغر لاعب يسجل هدفًا بألوان لا روخا في المنافسات الدولية المعتمدة.
لماذا تجاهل لامين يامال اللعب مع المغرب؟
كان من الممكن أن يمثل لامين يامال المنتخب المغربي، تمامًا كما فعل مجموعة من المواهب الأخرى يتقدمها إبراهيم دياز مهاجم ريال مدريد، وأشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان.
قال لوك: “لم تكن القضية سهلة، جاء مدرب المغرب في مناسبات عديدة للقاء المقربين من لامين يامال، كما تدخلت الحكومة المغربية لمحاولة إقناعه باللعب ضمن صفوف منتخب بلادهم”، وتابع: “عندما تحدثنا معه أبدى رغبة كبيرة في أن يكون بطل أوروبا، لقد أظهر رغبة مبكرة في اللعب مع منتخب إسبانيا، لكنه اشتكى من الضغوط التي تلاحقه باستمرار”.
وأكمل: “كان موقف الأب أكثر تعقيدًا، لقد كان متخوفًا من ردود الفعل، أخبرني أنهم سيقتلونه في المغرب حال لعب نجله مع الإسبان، لقد تحدث عن أمور كثيرة لا يبدو من الجيد التطرق لها، والدته هي الشخص الذي يعتمد عليه لامين أكثر من غيره، وكانت حاسمة في هذه القضية”.
وتابع: “ربما قمت بخداعها بعض الشيء حينما سألتني عن السبب في رغبتنا بانضمام لامين يامال إلى صفوف المنتخب الإسباني، أقنعتها أننا نريد ذلك لأنه يستحق اللعب مع المنتخب، لكن في الحقيقة كان تحركنا المبكر بسبب التهديد القادم من المغرب”.
إبراهيم دياز خسارة كبيرة لإسبانيا
وفي سياق متصل، أبدى ألبرت لوك شعوره بندم شديد على ضياع موهبة إبراهيم دياز مهاجم ريال مدريد، الذي قرر في النهاية اللعب لصالح المنتخب المغربي، بعد مباراة واحدة فقط خاضها بقميص منتخب إسبانيا.
حول هذا الأمر علق لوك بالقول: “قبل المشاركة في كأس أمم أوروبا أرسلنا قائمة أولية إلى مدريد، وكان اسمه مدرجًا في القائمة، لكن إبراهيم دياز كان في عجلة من أمره، كان يرغب في الحصول على وعود بدخول القائمة النهائية وهو أمر صعب للغاية”.
وأضاف: “في تلك الحقبة لم يكن يلعب كثيرًا مع ريال مدريد، ربما 15 دقيقة فقط ثم يقضي 3 أسابيع دون لعب، عدم اللعب في بطولة كبيرة مثل كأس أمم أوروبا كان سيصيبه بالإحباط، لذلك قرر اللعب مع المغرب”.
واختتم لوك حديثه بالقول: “ربما يشعر إبراهيم دياز بالندم على قراره بعد رؤية إسبانيا ترفع كأس أمم أوروبا، وربما كنت مخطئًا في التعاطي مع قضيته، ربما كان يجب العمل بصورة مبكرة كما فعلنا مع لامين يامال، لكن الوقت كفيل بمعرفة من على حق ومن على خطأ”.