تشهد منافسات نصف نهائي خليجي 26 المقامة حاليًا في الكويت وتستمر حتى الرابع من يناير/ كانون ثاني المقبل، مواجهتين واعدتين، وبحظوظ تبدو متساوية للمنتخبات الأربعة بعد عروض مقنعة لفرسان المربع الذهبي.
وبلغت المنتخبات الأربعة المرحلة الحالية من البطولة الخليجية عن جدارة واستحقاق، بعدما ضرب ثلاثة منها بالترشحات عرض الحائط، وقدمت مهر التأهل بعرق وجهد على أرض الميدان.
مستضيف خليجي 26 المنتخب الكويتي استثمر عاملي الأرض والجمهور بالشكل الأمثل، وراهن على الصحوة التي أظهرها في المباراتين الأخيرتين من تصفيات مونديال 2026 في مرحلتها الثالثة، ليواصل النسق التصاعدي، وليحجز مقعدًا في نصف النهائي في مجموعة وُصِفتْ بالصعبة في ظل وجود المنتخب القطري بطل آسيا، والمنتخب الإماراتي الأكثر توهجًا في الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات المونديال.
بالمقابل، شهد خليجي 26 على تقديم المنتخب البحريني لصورة هي الأجمل في البطولة، بعرضين راقيين أمام السعودية والعراق، فتأهل مبكرًا، تاركًا الصراع بين الكبيرين والذي حسمه “الأخضر” بالشخصية ليتدارك عثرة البداية ويتأهل إلى نصف النهائي.
صراع الأسلوب بين الكويت والبحرين من أجل بطاقة في نهائي خليجي 26
عرف المؤشر الفني للمنتخب الكويتي في خليجي 26 التصاعد منذ المباراة الأولى التي أنهاها بالتعادل مع عُمان 1-1، ثم حقق فوزًا قاتلًا على المنتخب الإماراتي 2-1 قبل أن يقدم العرض الأجمل في المباراة الأخيرة أمام “العنابي” القطري رغم التعادل 1-1، والذي كان كافيًا للعبور، فحلّ ثانيًا بفارق امتياز اللعب النظيف خلف المنتخب العماني، مسهمًا في إقصاء مرشحين للبطولة.
بالمقابل كان المنتخب البحريني الأفضل في البطولة بعد جولتين، ليحجز مقعده مبكرًا كأول المتأهلين لنصف النهائي، وبعروض راقية جدًا.
المواجهة بين الكويت والبحرين في خليجي 26 ستكون أشبه بصراع الأسلوب المتقارب إلى حد بعيد، فالمنتخبان يعوّلان على إغلاق المناطق الخلفية، ومن ثم الاعتماد على التحولات السريعة بأقل عدد من التمريرات وبفعالية كبيرة بفضل عناصر قدمت مستويات طيبة.
صحيح أنّ “الأحمر” البحريني يبدو أكثر مثالية في التنفيذ من خلال صلابة دفاعية يوفرها وليد الحيام ورفاقه في الخط الخلفي مع تنشيط يقوم به علي مدن وكميل الأسود لدعم محمد مرهون ومهدي عبد الجبار، لكن بالمقابل يملك “الأزرق” الكويتي فعالية أيضًا بوجود محمد دحام المتخصص في الصناعة والتسجيل ويوسف ناصر ومعاذ العنزي، مقابل دفاعات أظهرت شراسة كبيرة، ويبقى القاسم المشترك بين المنتخبين، هو التألق لكبير للحارسين إبراهيم لطف الله وخالد الرشيدي.
ولكن يبقى للمنتخب الكويتي السلاح الأكثر فعالية والمتمثل بالدعم الجماهير الكبير، الذي أسهم بمد اللاعبين بالكثير من الدوافع والحوافز للوصول إلى المرحلة الحالية.
عمان والسعودية.. رهان الشخصية القوية
وفي قمة المربع الذهبي الثانية في خليجي 26 أظهر المنتخبان السعودي والعماني شخصية قوية ولافتة، تتمثل بالعودة من بعيد من أجل الوصول إلى المرحلة الحالية بعد تحديات قوية، وأثبت الطرفان قدرة كبيرة على التعامل معها ومع تفاصيلها الدقيقة.
وكان المنتخب العماني الأقل ترشيحًا في مجموعة كانت فيها الأفضلية المسبقة لمنتخب قطر بطل آسيا وللأبيض الإماراتي المتوهج في تصفيات المونديال وللأزرق الكويتي صاحب الأرض، لكنه خرج متصدرًا للمجموعة بعدما تجاوز عقبات التأخر في المباريات الثلاثة، وعاد بعزيمة لاعبيه وفكر مدربه رشيد جابر الذي اختار نهجًا مثاليًا في المواجهات الثلاثة.
بالمقابل، وجد المنتخب السعودي نفسه في موقف محرج بعد ضربة بداية متواضعة في خليجي 26 انقاد خلالها للخسارة أمام المنتخب البحريني، ثم تأخر بهدفين في نصف مباراة الجولة الثانية أمام المنتخب اليمني، لكنه انتفض منذ الشوط الثاني من تلك المواجهة وقلب الطاولة، قبل أن يتفوق على المنتخب العراقي في المواجهة المفصلية ويحجز مقعدًا في الدور نصف النهائي بالشخصية القوية.
ويملك منتخب عمان عناصر مؤثرة على غرار المهاجم عصام الصبحي الشريك في قائمة الهدافين، إلى جانب عبد الرحمن المسيفري وجميل اليحمدي وحارب السعدي وربيع العلوي والحارس المتألق إبراهيم المخيني.
بالمقابل يحتوي المنتخب السعودي نجومًا من العيار الثقيل، يأتي على رأسهم سالم الدوسري الذي استعاد ذاكرة التألق بعد شفائه من الإصابة، ومع عودته عاد “الأخضر” كما عهدناه، هذا إلى جانب مصعب الجوير أحد نجوم البطولة، بالإضافة إلى خبرة محمد كنو وعلي البليهي وتألق المهاجم عبد الله الحمدان وغيرهم.
وسيكون من الصعب التكهن بهوية المنتخبين اللذين سيتأهلان إلى نهائي خليجي 26 في ظل تكافؤ فرص كافة المنتخبات الأربعة التي بلغت المربع الذهبي.