غاب اسم الهولندي ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول بطل العالم في السنوات الثلاثة الأخيرة وللمرات النادرة عن ريادة منصة التتويج، بعد أن اصطدم بمردود مبهر للبريطاني لاندو نوريس سائق ماكلارين في سباق ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
ونجح نوريس في إيقاف هيمنة فيرستابن ولو مؤقتًا بعد تحقيق فوزه الأول في سباقه الـ110 في بطولة العالم للفورمولا 1، وذلك بعدما أنهى جائزة ميامي الكبرى، الجولة السادسة للموسم، في ريادة السباق.
وبدا فيرستابن مرشحاً لفوزه الخامس في سادس سباق للموسم بعد إحرازه السبت سباق السرعة (سبرينت) وإنهائه التجارب التأهيلية في الصدارة، لكن تدخل سيارة الأمان في اللفة 29 سمح لنوريس في التقدم على بطل العالم والتمسك بالصدارة حتى النهاية، ليمنح فريقه ماكلارين فوزه الأول منذ جائزة إيطاليا عام 2021 (الأسترالي دانييل ريكياردو).
وأنهى البريطاني سباق ميامي متقدماً بفارق 7.612 ثانية على السائق الهولندي، الفائز بالنسختين الأوليين من جائزة ميامي، فيما جاء سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو ثالثاً بفارق 9.920 ثانية عن سائق ماكلارين وأمام زميله الإسباني كارلوس ساينس وسائق ريد بول الآخر المكسيكي سيرخيو بيريس توالياً.
ونتيجة حادث مع سائق ماكلارين الآخر الأسترالي أوسكار بياستري، غُرّمَ ساينس بعد السباق بإضافة 5 ثوان إلى توقيته، ما أدى إلى تراجعه للمركز الخامس لصالح بيريس.
فيرستابن يعترف ونوريس يثمّن إنجازه في سباق ميامي
وفي أول رسالة مع فريقه، قال نوريس: “أعتقد أن الأمور تتم بهذه الطريقة. لقد نجحت أخيراً. شعرت بذلك (إمكانية الفوز) منذ الصباح”.
وتابع في مقابلة ما بعد السباق: “حان الوقت أليس كذلك؟ علمت منذ الجمعة أننا نتمتع بالسرعة… اليوم، نجحنا في ترجمة ذلك. قمنا بالاستراتيجية المناسبة وأعطى كل ذلك ثماره”، مضيفاً: “أعتقد أن الكثير شككوا بي خلال مشواري. ارتكبت الكثير من الأخطاء في الأعوام الخمسة الماضية، خلال مسيرتي القصيرة، لكن اليوم كنا على الموعد، بالتالي هذا كله من أجل الفريق”.
وأشار إلى أنه “بقيت مع ماكلارين لأنه كان بإمكاني أن أؤمن بهم، وكنت مؤمناً بهم واليوم أثبت ذلك (صحة قراره)”.
بدوره، أقرّ فيرستابن أن سيارة ماكلارين تمتعت “بسرعة أكبر. لاندو كان يطير. كان الأمر صعباً جداً علينا، لكن إذا كانت نتيجة اليوم السيئ حصولنا على مركز ثانٍ فأنا أقبل بذلك”. وأردف: “أنا سعيد من أجل لاندو. انتظر ذلك لفترة طويلة ولن يكون (انتصاره) الأخير. إنه يستحق ذلك بالتأكيد”.
وبقي فيرستابن الذي يخسر على الحلبة للمرة الأولى هذا الموسم بعدما أجبرته مشكلة ميكانيكية على الانسحاب من الجولة الثالثة في أستراليا، متصدراً بفارق مريح أمام زميله بيريس بعدما رفع رصيده إلى 136 نقطة، مقابل 103 للأخير و98 للوكلير و83 لكل من نوريس وساينس.
وحافظ فيرستابن على الصدارة عند الانطلاق، فيما تجاوز ساينس زميله لوكلير لكن سرعان ما استعاد الأخير مركزه، قبل أن يتراجع الإسباني إلى المركز الرابع لصالح بياستري المنطلق من المركز السادس.
وسرعان ما بدأ فيرستابن في الابتعاد ووصل الفارق الذي يفصله عن لوكلير مع بداية اللفة الثالثة إلى أكثر من ثانية ونصف، قبل أن يدخل الأخير في معركة مع بياستري الذي تمكن من انتزاع المركز الثاني من سائق فيراري في اللفة الخامسة.
ووجد ساينس نفسه في صراع مع زميله لوكلير على المركز الرابع، وبدا الإسباني أسرع من ابن الإمارة لكن سرعان ما استعاد الأخير وتيرته، وذلك تزامناً مع ابتعاد فيرستابن في الصدارة بفارق قرابة ثلاث ثوانٍ عن بياستري مع الوصول إلى اللفة الثالثة عشرة من أصل 57.
سيارة الأمان تخلط الأوراق
وخاض لوكلير معركة صعبة لاستعادة المركز الثاني من بياستري الذي صمد أمام سائق فيراري، ما دفع الأخير إلى الدخول لمرآب فريقه في اللفة 19 من أجل استبدال إطاراته على أمل أن تسمح له هذه الإستراتيجية في تخطي الأسترالي لاحقاً.
وبعدما أجرى سائقو الطليعة توقفهم الأول، تدخلت سيارة الأمان في اللفة 29 بعد حادث بين الدنماركي كيفن ماغنوسون (هاس) والأمريكي لوغان سارجنت (وليامس)، وذلك في ظل تصدر البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين) الذي استفاد من وجودها على الحلبة لاستبدال إطاراته.
وخرجت سيارة الأمان في اللفة 32 وانقض فيرستابن على سائق ماكلارين ومن خلفه لوكلير وبياستري وساينس وبيريس توالياً.
وصمد نوريس في وجه فيرستابن حتى إنه وسع الفارق إلى قرابة دقيقتين مع الوصول إلى اللفة 36، وذلك تزامناً مع معركة طاحنة بين ساينس وبياستري على المركز الرابع الذي تمسك به الأسترالي حتى اللفة 40 قبل أن ينحني أمام ضغط سائق فيراري.
والتحمت سيارتا السائقين ما أدى إلى تضرر الجانح الأمامي لماكلارين، ما دفع الأسترالي إلى الدخول لمرآب فريقه وبالتالي التراجع كثيراً في الترتيب.
وبعدما اشتكى لفريقه أنه يعاني في توجيه عجلة القيادة، تخلف فيرستابن عن نوريس بفارق قرابة أربع ثوان ونصف مع الوصول إلى اللفة 44 ثم وصل إلى 6 دقائق قبل 6 لفات على النهاية، ما فتح الباب أمام البريطاني لتحقيق الفوز الأول في مسيرته عن جدارة.