خرج المدير الفني للمنتخب المصري حسام حسن بتصريحات مثيرة للجدل وذلك خلال لقاء جمعه مع بعض الصحفيين داخل مقر الاتحاد المصري لكرة القدم.
حسام حسن أثار الجدل بتصريحه عن عدم قدرته على العثور على لاعبين جديرين بتمثيل منتخب مصر وأن مشاهدة مباريات الدوري المصري تُعبّر عن هذا الحال، فإن تم تنفيذ التمريرة الأولى والثانية بشكل صحيح فإن الثالثة مصيرها أن تصبح تمريرة خاطئة، وأن الجهاز الفني للمنتخب يحضر مباريات الدوري ويدعو الله أن يعثر على لاعب أو اثنين يصلحون لارتداء قميص منتخب الفراعنة.
المدير الفني، الذي قاد مصر في مباراتين حتى الآن، فاز في الأولى وخسر الثانية، ذهب إلى أبعد من ذلك حين قارن بين عدد محترفي مصر البالغ عددهم 8 لاعبين، وبين محترفي بوركينا فاسو البالغ عددهم 28 لاعبًا، لكن ما لم يحدّثنا عنه هو أنه كان له تصريح سابق يتحدث فيه بأنه ليس مهمًا أن يكون اللاعب ناشطًا في الدوري المصري أو خارجه؛ لكن الأهم هو الكفاءة، وهو قول حق لكن رأيه تغيّر هذه المرة.
ناهيك عن أن حسام حسن نفسه اختار أن يتخلى عن خدمات لاعب أرسنال محمد النني، وقبل أن تكون الحجة هي عدم مشاركته فإنه لم يختر قائد إبسويتش تاون سام مرسي للمعسكر الماضي حتى لو كان وجوده في التجمع المقبل أصعب بالنظر لذهابه للإجازة عقب صعود فريقه المباشر إلى البريميرليغ وعدم اضطراره إلى خوض جولة البلاي أوف.
والحقيقة أنني أجد الحديث سخيفًا في تلك المقارنات بين عدد المحترفين، بالنظر إلى أن المدير الفني لبطل أفريقيا 7 مرات لا يستوعب على ما يبدو أنه يخوض أسهل تصفيات في تاريخ كؤوس العالم، فكيف كان سيحدثنا لو كان مطالبًا بتجاوز الكاميرون أو نيجيريا أو المغرب أو السنغال أو باقي عمالقة القارة الذين كان يواجههم عميد لاعبي العالم سابقًا عندما كان مهاجمًا لا يُشق له غبار.
هداف منتخب مصر التاريخي أشار إلى أن فترة الإعداد لمباراة بوركينا فاسو غير كافية وأنها مدة تصلح لخوض تصفيات “مركز شباب” وليس تصفيات كأس العالم، وأنا حقًا لا أعلم هل كان يظن حسام حسن أننا نعيش في عصر الجوهري؟!
كل منتخبات العالم تتحصل على نفس الفترة من الوقت بمن فيهم مدرب بوركينا فاسو الذي لن يحصل حتى على لاعبيه قبل المنتخب المصري كونهم “محترفين” ويحتاجون وقتًا أطول للتجمع، بعكس قوام منتخب مصر الذي يعد أغلبه من الدوري المصري، لكن في كل الأحوال، لا بأس، ربما يجدر بنا تحقيق هذا الطلب لمدرب المنتخب المصري فاستسهال تأجيلات الدوري أصبح إدمانًا، أو بالمصري كدة “هي جت عليه!؟”.
لماذا قبل حسام حسن بمهمة تدريب منتخب مصر؟
في كل ذلك هو أن حسام يتحدث وكأنه قد تسلم مهمة تدريب منتخب مصر بظروف مختلفة، فإن كانت الظروف وبيئة العمل بنفس الشكل عندما عُرِضت عليه المهمة، فلماذا قبل بها؟ أم أن ما سعى إليه مدرب المنتخب المصري لسنوات وسنوات من ضغط وأحاديث صحفية عن ظلمٍ وتجاهلٍ وتهميشٍ كان فقط ينحصر في توليه المهمة وليس تعامله مع تحدياتها؟
الأكثر إثارة في الأمر ليس في أن حسام حسن أدرك متأخرًا أن مكنونات صدره كانت ربما تصلح أكثر لإستوديو تحليلي اعتاد أن يلقي فيه بحممه الكلامية قبل أن يصبح مدربًا للمنتخب المصري وأن مهمته ستكون أشد صعوبة في أن يقنع لاعبيه بثقته فيهم بعد أن ألمح إلى عدم قدرة كثيرين منهم على التمرير بشكل صحيح، أو أنهم لا يصلحون للعب الدولي، بل الأشد إثارة هو أن حسام حسن قال بعد عدة ساعات أنه لم يقل هذا الكلام وأن ما نُسِب إليه غير صحيح.
كابتن حسام، في المرة القادمة أحضر كاميرا قبل أن تقع “الفاس في الراس”!