قلب الزمالك المصري الطاولة على مضيفه سيراميكا كليوباترا عندما حول تأخره حتى الدقيقة (80) بهدف نظيف إلى فوزٍ بهدفين لهدف بفضل تألقه لاعبه عبد الله السعيد في المباراة المؤجلة التي جمعت الفريقين ضمن مباريات الدوري المصري الممتاز لكرة القدم.
النادي الأبيض حقق بذلك فوزه الثاني على التوالي ليرتقي للمركز الحادي عشر مع “طن” من المباريات المؤجلة الكفيلة بإيصاله للمركز الثالث على الأرجح ليتجاوز الزمالك مباراة صعبة رغم عدد من الغيابات المؤثرة التي مر بها قبل وخلال اللقاء بسبب الإصابات.
عبد الله السعيد يتألق أمام سيراميكا كليوباترا
رغم أن مدافع سيراميكا أحمد رمضان بيكهام كان من تم اختياره رجلًا للمباراة، إلا أن كثيرين رؤوا أن لاعب وسط الزمالك عبد الله السعيد كان الأفضل والرجل الذي صنع الفارق بعدما سجل هدف التعادل ثم صنع هدف الفوز لإبراهيما نداي.
خاض مايسترو وسط الزمالك المباراة في مركز لاعب المحور رقم (8) واستمر فيه حتى النهاية مع اختلاف التوظيف في الشوط الثاني ليصبح في مناطق أكثر تقدمًا خاصة مع إشتراك زياد كمال الذي ظهر بحضور بدني مميز عكس دونغا الذي لاحقته إصابة منعته من مجاراة النسق في الشوط الثاني.
منذ أن وصل جوزيه غوميز لسدة الحكم الفني والانطباع العام هو أننا أمام فريق استحواذي من الدرجة الأولى، وهو أمر يناسب جدًا عبد الله السعيد الذي يعزز هذه السيطرة بموهبته الكبيرة في التمرير والتأني في اختيار التمريرة عند الحاجة أو التعجيل بإرسالها لزميله بكل دقة في حالة ما إذا اقتضى الأمر.
مرر الزمالك 521 تمريرة خلال المباراة، كان لعبد الله السعيد منها 70 تمريرة، نجح في تمرير 58 منها بشكل صحيح وبدقة تمرير بلغت 83%، وبالطبع كان أهم تلك التمريرات هي تمريرة الهدف الثاني التي أرسلها بديعة إلى إبراهيم نداي من عرضية مميزة وسريعة، وهو رقم يعني أن عبد الله السعيد مرر 28% من تمريرات فريقه اليوم.
لكن لو تم استبعاد التمريرات الطويلة، فإن عبد الله السعيد مرر 60 تمريرة قصيرة أو متوسطة بلغت نسبة نجاحها 88% علمًا بأنه صنع عدة فرص لزملائه من ضمنها تلك العرضية التي هيأ فيها الكرة لعمر جابر الذي كان سيئ الحظ تسديدته اليسارية التي اصطدمت بالقائم الأيمن للحارس محمد بسام.
رغم بعده النسبي عن المرمى، إلا أن عبد الله السعيد منح نفسه فرصة الوصول لأهداف متوقعة (xG) بلغ قدرها 0,8 وكان قادرًا على أن يفوق هذا الرقم بالتسجيل بالفعل كما اصطدمت إحدى كراته بالعارضة.
كل تلك الأرقام المميزة هجوميًا لم تمنع الدولي المصري السابق من تقديم مباراة دفاعية جيدة فقد فاز بـ 4 كرات ثانية كما قطع 3 تمريرات بشكل ناجح وقطع واحدة أخرى بالإبعاد أي أنه أبعد 8 هجمات عن مرمى الزمالك.
لكن ما يثير الإعجاب فعلًا هو قدرة السعيد، الذي سيتم الـ39 عامًا بعد شهر، على الاستمرار في المباراة حتى النهاية بل وشهدت الدقائق العشرة الأخيرة أحداثه الأهم خلالها رغم تميزه الواضح في جُل فتراتها ليُظهر لاعب الإسماعيلي والأهلي وبيراميدز السابق كم هو صفقة ناجحة للفارس الأبيض.