اكتفت إنجلترا بتعادلٍ سلبي مع سلوفينيا منحها صدارة المجموعة الثالثة من منافسات يورو 2024، تاركة منافستها في المركز الثالث خلف الدنمارك، بفارق المراكز في تصفيات البطولة، بعدما تعادلا في كل شيء من النقاط إلى اللعب النظيف مرورًا بفارق الأهداف والأهداف المسجلة.
صدارة المجموعة كانت لإنجلترا التي سجلت هدفين فقط في البطولة حتى الآن، بعد الفوز على صربيا بهدف نظيف، ثم التعادل إيجابيًا مع الدنمارك بهدف في كل شبكة، وهي النتائج التي نال عليها المدير الفني غاريث ساوثغيت، ما لا يتمناه أحد من انتقادات طالت مستوى الفريق، الذي ظهر بشكل لا يتناسب أبدًا مع المستوى الذي يتمتع به أغلب عناصره المشاركة في البطولة.
التشكيلة المدججة بالنجوم لم تنجح في جعل إنجلترا تفلت من رقم سلبي مخيف قد يجعل إيطاليا مظلومة بالاتهامات التاريخية لها بكونها المنتخب الأكثر مللًا في العالم.
إنجلترا تبصم على رقم كارثي
يقول التاريخ في هذا السياق، إنه في 5 حالات فقط كان هناك بطل للمجموعة في كأس العالم أو اليورو، سجل أقل من 3 أهداف في مبارياته.البداية كانت -ربما توقعتم هذا- مع منتخب إيطاليا الذي تصدر مجموعته في كأس العالم 1970 بعدما سجل هدفًا واحدًا فقط، ووقتها واصل “الأتزوري” طريقه حتى المباراة النهائية، التي خسرها بنتيجة 1-4 أمام البرازيل في واحد من أشهر النهائيات في التاريخ.
أمّا المنتخب الثاني فكان أيرلندا الشمالية، الذي تصدر مجموعته في كأس العالم 1982، بعدما سجل هدفين فقط خلال مباريات المجموعة التي جمعته بإسبانيا ويوغوسلافيا والهندوراس.
إلى هنا تبدو الأمور طبيعية حتى تدرك أن الثلاث مرات المتبقية كانت من نصيب منتخب إنجلترا، حيث حدثت المرة الأولى في كأس العالم 1990 في مجموعة جمعتها بهولندا وأيرلندا ومصر وتصدر فيها منتخب “الأسود الثلاثة” المجموعة بتحقيقهم للفوز الوحيد الذي حدث فيها وكان أمام مصر بهدف نظيف، في تكرار مماثل تمامًا للمجموعة الحالية التي حققت فيها إنجلترا الفوز على صربيا بينما انتهت كافة مباريات المجموعة المتبقية بالتعادل.
وسجّل الإنجليز هدفين في تلك البطولة قبل مواصلة طريقهم لحين الخروج من نصف النهائي أمام ألمانيا، قبل أن ينتظروا 31 عامًا ليكرروا الأمر في يورو 2020 الذي استضافوا مبارياتهم فيه، ليسجلوا هدفين فقط خلال تصدرهم لمجموعة جمعتهم بكرواتيا والتشيك وإسكتلندا وتمكنوا فيها من استغلال هذين الهدفين بالطريقة المثالية وبانتصارين على الكروات والتشيك، قبل أن يواصلوا مشوارهم حتى نهائي اليورو قبل الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح.
أما المرة الثالثة فكانت في اليورو الجارية حاليًا، لكن الملاحظ هو أنه فيما عدا أيرلندا الشمالية التي خرجت من الدور التالي، كل من حقق هذا الرقم السلبي واصل مشواره بعيدًا في المسابقة، فتأهلت إيطاليا وإنجلترا إلى نهائيين، وكذلك تأهلت إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم 1990، فهل يفعلها الإنجليز من جديد وينتفضون بعد دور أول مخيب جدًا؟