أسقط ليل الفرنسي ضيفه ريال مدريد الإسباني بهدف نظيف في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا ليُلحق بحامل اللقب الهزيمة الأولى له هذا الموسم في مختلف المسابقات.
وتمكن الفريق الفرنسي من تحقيق هذا الفوز بفضل هدف جوناثان ديفيد من علامة الجزاء ليحقق نقاطه الثلاثة الأولى متساويًا مع الريال في عدد النقاط ومتأخرًا عنه بفارق الأهداف.
هل تذكرون بلاي ستيشن 2؟
هل تذكرون بلاي ستيشن 2 ولعبة برو إيفولوشن؟ كانت حالة اللاعبين في يوم المباراة تُقاس بالأسهم، فإن كان سهم اللاعب يتجه إلى الأعلى فإنه سيكون حاضرًا بأعلى مستوياته، وإن كان منكسًا إلى الأسفل، فإن مستوى اللاعب يكون الأقل، وما بينهما يقيس مستوى كل لاعب.
اليوم كانت أسهم لاعبي ليل كلها متجهة إلى الأعلى! حالة فنية وبدنية ممتازة تلك التي أغدق بها الفرنسيون على فريقهم فأمتعوا جماهيرهم وقدموا عرضًا فنيًا متكاملًا غير عابئين بالاسم ولا حجم الفريق الذي يلعبون أمامه.
الهدوء الكبير كان واضحًا في طريقة لعب ممثل “ليغ 1″، ظهر ذلك في قدرتهم على تناقل الكرات في أثناء توغلهم في المساحات الضيقة في دفاعات ريال مدريد، وعندما يحين وقت المهارة الفردية فإنها تكون حاضرة وبقوة.
سيتذكر اليافع المغربي الفرنسي أيوب بوعدّي أداءه اللافت أمام الميرينغي، وذلك رغم إكماله اليوم عامه السابع عشر، وسيسترجع الظهير الأيمن تياغو سانتوس تلك المباراة بلعبه دون رهبة وتقديمه أداءً رائعًا هجومًا ودفاعًا، وستكون تلك المباراة بمثابة عودة للمهاجم الكندي جوناثان ديفيد إلى الواجهة بعد فترة من أفول نجمه قليلًا، بينما سيكون جنونًا إن اختير لاعب آخر غير الجناح الأيمن زيغروفا رجلًا للمباراة.
قرارات غريبة لأنشيلوتي أمام ليل
قرر المدير الفني لريال مدريد كارلو أنشيلوتي اعتماد طريقة 4/4/2 بعودة إدواردو كامافينغا إلى وسط الفريق رفقة أوريلين تشواميني وفيديريكو فالفيردي وكذلك جود بيلينغهام على أن يضع إندريك وفينيسيوس جونيور في خط الهجوم.
ليس مفهومًا إن كان قرار أنشيلوتي اللعب بتلك الطريقة يعود إلى قوة الخصم على الأطراف وخطورته الواضحة في هذا الصدد أم أنه كان اختيارًا مبنيًا على معطيات مدريدية فقط؛ لكن الأكيد أن الخطة تسببت في الكثير من المشاكل للفريق.
فإنْ كان أنشيلوتي قد قرر اعتماد هذه الطريقة بعدما درس ليل ونقاط قوته، فإنه وضع أقل لاعبي وسطه قوةً على المستوى الدفاعي في مواجهة أفضل جبهة للفرنسيين.
عانى بيلينغهام الأمرّين من محاولة مساندة فيرلاند ميندي على الجبهة اليسرى للدفاع أمام الرائعين تياغو سانتوس وإيدون زيغروفا، ومع انضمام واحد من ديفيد أو ريمي كابيلا أو أيوب بوعدّي إلى تلك الجبهة كانت الأمور صعبة، ولم تفلح محاولات أنشيلوتي كثيرًا في مسألة إخراج فيرلاند ميندي بين الشوطين وإشراك فيران غارسيا في إيقاف تلك الجبهة، فلا أحد كان قادرًا على إيقاف الجناح الكوسوفي الليلة، وربما كان يحتاج الريال إلى التعاقد مع باولو مالديني أملًا في إيقاف هذا اللاعب المستحيل!
كم مرة شاهدت تلك المباراة؟
الشوط الثاني شهد تحسنًا مدريديًا؛ لكن ليل ظل هو الأخطر والأقدر على صناعة الخطورة؛ لكن رعونة كبيرة في التمريرة قبل الأخيرة بعد الكثير من القرارات بعدم تنفيذها وإيصالها إلى جوناثان ديفيد تحديدًا كانت سببًا في ضياع فرصة تسجيل الهدف الثاني للفرنسيين، بل إن ليل ازدادت خطورته بعدما أصبحت جبهته اليسرى خطيرة هي الأخرى بعد أكثر من صعود ناجح للجناح ميشيل باكر ومن خلفه الظهير غابرييل غودمونسون.
فقط عندما تحرك أنشيلوتي بشكل أكثر جدية بإخراج كامافينغا البعيد وكذلك ميليتاو الحائر في مراقبة ديفيد وأخيرًا إندريك الصغير على مثل هذه المباريات حتى الآن، كان ريال مدريد قد بدأ في محاصرة ليل في ربع الساعة الأخير.
كم مرة شاهدت تلك المباراة باستثناء بسيط هو أن ريال مدريد لم يسجل من فرصه الخطيرة جدًا في نهايات المباراة بعدما يكون الفريق المتألق قد أضاع أكثر من فرصة لتعزيز تقدمه؟ الكثير منها، وعندما يسجل الريال يكون الحديث عن شخصية البطل حاضرًا دائمًا.
هل ريال مدريد لم يعد بطلًا؟ بالتأكيد لا، لكن المبالغة في الحديث عن هذا الأمر دون الالتفات للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الفريق أوصلت الريال إلى حد “ليل” أسود أمام ليل، حيث الفريق لا يخسر فقط، وهو أمر وارد، بل يظهر تائهًا عشوائيًا غير منظم ودفاعه مستباحًا، فقط عندما واجه فريقًا جريئًا بحث عن الفوز ولم يتخلَّ عن سعيه للتسجيل مجددًا طوال المباراة تقريبًا فوقف الحظ إلى جانبه في نهايات المباراة بعدما أضاع ريال مدريد عدة فرص سهلة، ربما لو سُجّلت لاستمر النادي الملكي يتعامل مع الأمر وكأنه لا شيء.