أصبحت استضافة أحد النهائيات الأوروبية مسألة مربحة للغاية، بالنسبة إلى المدينة التي تظفر بحق إقامة نهائي دوري أبطال أوروبا، أو غيرها من المباريات النهائية للمسابقات الأوروبية للأندية.
ففي الوقت الذي لم تنجح فيه فكرة إقامة نهائيات المسابقات الأفريقية للأندية، تبدو تلك الفكرة ناجحة جدًّا عندما يكون الموعد مع مسابقات القارة الأوروبية.
لن تفكّر قارة آسيا في مثل هذا الأمر، بالنظر للمسافات الشاسعة التي ينبغي على المشجعين قطعها لحضور نهائي آسيوي مقام من مباراة واحدة، بينما يمكنك أن تضيف سببًا آخر بخصوص القارة الأفريقية، وهو التكلفة الكبيرة للسفر والمستوى الاقتصادي الأقل كثيرًا من نظيرتها الأوروبية.
الاتحاد الأفريقي حاول تنفيذ الفكرة عام 2022، عندما استضاف المغرب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد المغربي والأهلي المصري، وهو النهائي الذي شهد معركة طويلة خارج الملعب، استخدم فيها كل جانب أذرعه الإدارية والإعلامية، وانتهى بعدم نجاح الفكرة، بعدما تحول النهائي المفترض حياديته إلى نهائي اكتظ فيه مركب محمد الخامس بأعداد هائلة من جماهير الفريق المغربي، بينما لم يتمكن سوى حوالي 2000 مشجع أهلاوي من حضور المباراة.
الفكرة قديمة بشكل عام، فقد نفذها الكاف في نهائي كأس السوبر الأفريقي الذي أقيم بين الزمالك والأهلي في جوهانسبرج عام 1994، ولم يحضره إلا عددٍ قليل من المصريين الذين سافروا من أقصى شمال القارة إلى أقصى جنوبها، ليعتمد الكاف في أغلب نهائيات السوبر بعد ذلك، على أفضلية استضافة حامل لقب دوري أبطال أفريقيا للمباراة على أساس قوة البطولة، مقارنة بكأس الكونفيدرالية الأفريقية.
الأمور تبدو مختلفة تمامًا في القارة الأوروبية، حيث المواصلات أرخص كثيرًا والمسافات أقل بُعدًا، بالإضافة لسهولة التنقل مع مستوى اقتصادي أعلى يسمح بتنقل عدد هائل من مناصري الأندية، في مباريات تظل راسخة في نفوس هؤلاء المشجعين للأبد.
أرباح لندن خلال استضافتها نهائي دوري أبطال أوروبا 2024
استضافت العاصمة الآيرلندية دبلن نهائي الدوري الأوروبي الأسبوع قبل الماضي، بين باير ليفركوزن وأتالانتا، وفيه استعد مطار دبلن لاستقبال أكثر من 30 ألف مشجع جاؤوا من ألمانيا وإيطاليا، وكذلك من إنجلترا وتحديدًا مدينة ليفربول، التي اشترى عدد من مناصري ناديها الأهم تذاكر المباراة النهائية التي كان يُتوقع للريدز أن يتأهل إليها، لولا صاعقة أتالانتا الثلاثية في أنفيلد.
وفي تقرير لمجلة فوربس الاقتصادية، ذكرت المجلة الأمريكية أن دبلن كانت تخطط لضخ مالي في حدود الـ26 مليون دولار من أرباح كل الأنشطة الاقتصادية التي جمعتها المدينة من هؤلاء المشجعين، من إقامة وأطعمة ومشتريات وخلافه.
الأمر نفسه سيتكرر في لندن بمناسبة نهائي دوري أبطال أوروبا 2024، حيث ذكرت فوربس في تقريرٍ منفصل آخر أن مدينة لندن تتوقع حصد 68 مليون دولار من أرباح كل الأنشطة الاقتصادية التي ستُقدّم لجماهير ريال مدريد وبوروسيا دورتموند، الذين اكتظت بهم شوارع لندن منذ يوم أمس، وظهروا بوضوح في الكثير من الميادين الرئيسية بوسط لندن.
الأمر يحظى بعناية مستمرة من عمدة مدينة لندن، صديق خان الذي تحدث للصحافة مبديًا استعداد مدينته لهذا الحدث الضخم، الذي تسعى فيه العاصمة الإنجليزية للاستفادة منه بأفضل شكل ممكن.
وسيكون مترو لندن منشغلًا جدًّا بخدمة ما يزيد عن 50 ألف مشجع، جاؤوا من ألمانيا وإسبانيا خصيصًا للمباراة، وفي هذا الصدد قال مفوّض مواصلات لندن، أندي لورد، إن خطوط المترو ستكون على أهبة الاستعداد لإيصال المشجعين لكل الأماكن المنشودة، من مطاعم ومراكز تسوق وفنادق وغيرها.
جدير بالذكر أنه من المقرر أن تستضيف مدينة ميونخ الألمانية نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، الذي سيشهد تغير نظام البطولة بشكل كبير، كخطوة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لمجابهة مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي تسعى من خلاله بعض الأندية الأوروبية بقيادة ريال مدريد إلى الاستقلال بتنظيم أهم مسابقة أوروبية للأندية، بعيدًا عن مظلة اليويفا الذي تتهمه تلك الأندية بحرمانها من جمع حصيلة أكبر من المال من نفس البطولة.