كاد رافاييل نادال أن يودّع ملاعب التنس بسيناريو حزين من بوابة ربع نهائي كأس ديفيس، الثلاثاء، وذلك بعد خسارته لمباراته الأولى في مواجهة الفردي أمام بوتيك فان دي زاندشلوب، قبل أن ينقذ كارلوس ألكاراز حظوظ إسبانيا لاحقًا.
وسيضع “الماتادور”، الفائز بـ22 لقبًا كبيرًا، حدًا لمسيرته الاحترافية في عالم الكرة الصفراء في نهاية مشاركة منتخب بلاده الذي كان تأخر في البداية أمام هولندا 0-1 في المسابقة المقامة في ملقة، بعد عامين من الإصابات المتكررة.
وخسر نادال الذي كان أعلن في وقت سابق من هذا العام اعتزاله كرة المضرب، مباراته الأولى في الفردي أمام دي زاندشلوب بمجموعتين دون رد بواقع 4-6 و4-6، قبل أن يتدارك كارلوس ألكاراز، المصنف ثالثًا عالميًا، الموقف ويُبقي على أحلام إسبانيا قائمة مؤجلًا بالتالي موعد اعتزال نادال، بفوزه في المباراة الثانية في الفردي على الهولندي الآخر تالون غريكسبور 7-6 (7-0) و6-3، فارضًا التعادل 1-1 ومباراة للزوجي حاسمة.
نادال يستشرف وداعيته في ملاعب التنس
وقال “ملك الملاعب الترابية” المتوّج ببطولة رولان غاروس على الملاعب الترابية 14 مرة وهو رقم قياسي: “لقد حاولت بذل قصارى جهدي، والتحلي بالإيجابية قدر الإمكان، واللعب بالجهد المناسب. لم يكن ذلك كافيًا، شكرًا لبوتيك. ليس هناك الكثير لتحليله”.
وتابع: “لو كنت القائد لربما غيّرت رأيي (إذا وصلت إسبانيا إلى الدور نصف النهائي)، لكن في نهاية المطاف القرار ليس قراري”، ومضيفًا: “أنا متأكد من أنه (القائد) سيتخذ أفضل قرار ممكن لصالح الفريق، ربما كانت هذه آخر مباراة لي”.
وظلت الشكوك تحيط بمشاركة نادال حتى أكد قائد الفريق ديفيد فيرير رسميًا أنه سيشارك في المباراة الأولى في الفردي، وبدا اللاعب البالغ 38 عامًا متأثرًا عاطفيًا خلال عزف النشيد الوطني الإسباني، فيما هتفت الجماهير “رافا، رافا” عند انتهاء السلام الوطني.
وكان النجم الإسباني قد فاز بآخر 29 مباراة له في كأس ديفيس من أصل 30 مباراة خاضها، بعد مشاركته الأولى في المسابقة عام 2004، علمًا أنه سبق له الفوز بالمواجهتين السابقتين أمام الهولندي.
وبالعودة إلى مجريات المواجهة، فقد عوّض نادال تأخره 15-30 في الشوط الأول من المجموعة الأولى، ليحافظ على إرساله. وارتكب الهولندي المصنّف 80 عالميًا ثلاثة أخطاء مزدوجة في شوط إرساله الأول وهو متقدم 40-0، لكن بدوره لم يخسر إرساله.
وحاول ابن مدينة مايوركا المصنف 154 عالميًا عدم خوض تبادلات طويلة وقدّم ومضات من ضرباته الأمامية القاتلة، ورغم ذلك واجه صعوبة في العودة، فحصل منافسه على نقطتين لكسر الإرسال عند التعادل 4-4 وفاز بالنقطة الثانية بضربة رائعة ليتقدم 5-4، ثم حسم المجموعة لصالحه 6-4.
ومرة جديدة، قاتل “رافا” لتعويض تأخره 0-30 في بداية المجموعة الثانية؛ لكنه خسر إرساله الأول، ليعزز الهولندي تقدمه على إرساله 2-0، ونجح نادال في الصمود أمام الضغط الشديد على إرساله في الشوط الثالث ليفوز به ويقلص الفارق 1-2، لكن فان دي زاندشلوب حرم منافسه من العودة إلى أجواء اللقاء بكسر ثان لإرساله، ليعود ويتقدم 4-1.
وكافح النجم الذي اقترب من الترجّل، بكسر إرسال منافسه في الشوط السادس، ثم فاز بإرساله ليحرز شوطين متتاليين للمرة الأولى ويقلص الفارق إلى 3-4. وأحرز الهولندي الشوط الثامن بضربتين ساحقتين وتقدم 5-3، وحذا الإسباني حذوه 5-4، ليحسم فان دي زاندشلوب 6-4 ويفوز بالمباراة.
ألكاراز يقاتل لأجل “رافا”
من جانبه، قال ألكاراز الذي خاض إلى جانب “رافا” منافسات الزوجي في دورة الألعاب الأولمبية في باريس الصيف الماضي: “لقد شاهدت مباراة نادال بالكامل، وكانت لديَّ الفرصة لمشاهدة المجموعة الأولى هنا مباشرة”، وتابع “بمجرد أن تطأ قدماك أرض الملعب، تحاول أن تُظهِر أفضل ما لديك من كرة المضرب. إنها كأس ديفيس، وهي بطولة مهمة للغاية لي وللجميع”.
وأضاف: “لقد حاولت أن أقدم أفضل ما لديَّ لأمنح إسبانيا أفضل فرصة للتأهل والفوز، لقد فعلت ذلك من أجل رافا”.
وسيكون لدى اللاعب البالغ 21 عامًا الفرصة لإرسال بلاده إلى الدور التالي في حال الفوز بمباراة الزوجي بشرط عدم إجراء أي تغييرات على خطة القائد فيرير، الذي اختار ألكاراز ومارسيل غرانويرس لمواجهة ويسلي كولهوف وفان دي زاندشلوب، مع العلم أنّ الفائز من هذه المواجهة سيلعب مع ألمانيا أو كندا في الدور نصف النهائي.