حقق برشلونة فوزًا عريضًا على ضيفه بايرن ميونخ بأربعة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي أجريت بين الفريقين على ملعب لويس كومبانيس “مونتجويك” ضمن الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا.
المباراة شهدت هدفًا سريعًا في الدقيقة الأولى وهاتريك من اللاعب نفسه، علمًا بأن البايرن كان قد تمكن من التعادل عبر هاري كين؛ لكنه تعرض لخسارة كبيرة أمام البلوغرانا الذي انتقم من عدة خسائر سابقة أمام نفس الفريق.
هدف مبكر ثم انتحار معتاد
انتظر برشلونة أقل من دقيقة ليسجل هدفه الأول وذلك بعدما ضرب رافينيا مصيدة التسلل لينفرد بمانويل نوير ويسجل هدف التقدم بعد مراوغة أسطورة حراسة المرمى الألمانية.
ما تلى ذلك هو انتحار معتاد من المدير الفني لبرشلونة هانز فليك. مبالغة غير عادية؛ لكنها مكررة من المدرب الألماني في نصب مصيدة التسلل التي ليس مطلوبًا منها أكثر من خطأ واحد لتدفع الثمن غاليًا، فإن مر هدف مُلغى لكين على خير بفارق 3 سنتيمترات فإن هذه المقامرة المستمرة لن تسير على خير باستمرار.
بايرن ميونخ كان قادرًا على ضرب مصيدة التسلل كثيرًا وصار هناك شعور بأن كل هجمة تكون خطيرة في أول 25 دقيقة. البافاري لم يلجأ كثيرًا إلى الكرات الطولية المباشرة خلف الدفاع بينيةً كانت أو طويلة، بل لجأ إلى إرسال الكرات القُطرية إلى جناحيه مايكل أوليز وسيرج غنابري قبل إرساله تمريرة بينية جديدة إلى العمق للقادمين من الخلف.
وقد نجح هذا الأمر في صناعة خطورة كبيرة على برشلونة ومنه سجل الفريق. وصحيح أنه لم يسدد كثيرًا على المرمى لكن ما زالت هناك قناعة لدى كاتب هذا السطور بقدرة الفريق المحلي على تقديم نفس الأداء القوي مع عدم التطرف الكبير في هذه الطريقة، فلا ضير من خطوتين للخلف لتجنب الانسلال المستمر للمنافس في ظهر الدفاع وتمنح الفرصة لدفاع البلوغرانا في تدارك مثل هذه التحركات.
هجوم برشلونة الفتاك يضرب مجددًا
وسط كل هذا الزخم البافاري كان هجوم برشلونة ينقذ الموقف بهدفٍ ثانٍ مهم جدًا لاستعادة الثقة والحفاظ على مكتسبات الفريق الكتالوني. قد يرى البعض أن فيرمين لوبيز ارتكب خطأ تجاه كيم مين جاي، لكن الدفعة تبدو بسيطة ولا ترقَ لاحتساب خطأ مع التفهم التام إلى الانقسام أصلًا بين خبراء التحكيم حول اللقطة.
الهدف الثاني كان يعيد الثقة للبارسا ويجعل المباراة أكثر ندية بدلًا من سيطرة بايرن، لكن الهدف الثالث من هجوم الفريق الكتالوني كان هو المفصلي بشكل كبير بعدما راوغ رافينيا وسدد بيمناه ليمنح المباراة منعرجًا آخر تمامًا.
وما بين هذا الهدف وذاك، كان فليك يلجأ أحيانًا إلى تجنب تلك التمريرات القطرية البافارية بأن يُدخل إما كاسادو أو بيدري وسط قلبي الدفاع ليمنح الفرصة لظهيري برشلونة للاقتراب أكثر من جناحي البايرن أملًا في تقليل الوقت الممنوح لهما للتصرف بالكرة عندما تصلهما.
لحظة من فضلك.. بايرن يعيد مأساة الغالاكتيكوس؟
لطالما اشتهرت إدارة بايرن ميونخ بإجرائها تعاقدات محسوبة تدرك فيها احتياجات الفريق غير عابئة بفكرة ضم النجوم أو اللاعبين المميزين فقط في الخطوط الأمامية، لكن ما نراه في بايرن ميونخ حاليًا هو شيء شبيه بغالاكتيكوس ريال مدريد، فلا يوجد اهتمام بالدعم الدفاعي ولا هناك تركيز على سد ثغراته.
صحيح أننا ننتقد مصيدة تسلل برشلونة وسنظل، وأن تكتيك بايرن الدفاعي يمنح الفريق فرصة للتدارك بتلك الخطوتين للخلف، إلا أن التدارك مستحيل مع قلبي دفاع بايرن ميونخ السيئين في هكذا أسلوب.
أصبحت مشاهدة كيم مين جاي أو دايو أوباميكانو يقعان في الأخطاء في المباريات الكبيرة أمرًا معتادًا كما أن يصل الحال بالبايرن أن يلعب بغيريرو كظهير أيمن بينما جوشوا كيميتش يلعب في خط الوسط وهو الذي كان من الممكن مغادرته الفريق إلى جانب الضعف الواضح لبالينيا، فإن تلك الأشياء كلها تبقى علامات استفهام كبيرة على الأداء التعاقدي للنادي الألماني.
بينما كان نوير في أسوأ حالاته اليوم، كان بإمكانه تجنب هدفي رافينيا الثاني والثالث لو كان يقدم ما يُنتظر من حارس بقيمته، لكن هذا لم يحدث.
رافينيا الناري.. رافينيا الجبار
لعل هدفي رافينيا الثاني والثالث كانا في متناول نوير، وهذا لا ينفي حقيقة أن الجناح البرازيلي بات لاعبًا مرعبًا. تحركات البرازيلي دون كرة مثيرة للإعجاب ورغبته المستمرة في التسجيل تصنع الفارق؛ لكن الأهم الذي انفجر معه رافينيا هو الثقة. تلك الثقة التي منحه فليك إياه وحوله معها إلى نجم هائل وجناح من الطراز العالمي.
برشلونة نجح بقدراته في التخلص من ضغط بايرن أثناء عملية التحولات وذلك بعطاءات كبيرة جدًا من كاسادو وبيدري وقرار فليك الموفق جدًا بتفضيل فيرمين بدلًا من أولمو لإجادة الأول الوجود في أماكن أكثر قربًا في عملية الخروج بالكرة، لكن رافينيا كان هو من يمنح الفريق “حبة الكرز” الأخيرة بضربه مصيدة التسلل وتلقيه التمريرات الأمامية في الوقت والمكان المناسبين.
رافينيا بات لاعبًا ناريًا وجبارًا وقد تمكن من جعل جماهير البلوغرانا تنسى تمامًا فشل صفة نيكو ويليامز ليصبح واحدة من أفضل عمليات إعادة إحياء المسيرة التي شاهدناها في السنوات الأخيرة ليصبح بطل عملية انتقام برشلونة من بايرن ميونخ.