فاز الأهلي على مضيفه الاتحاد السكندري بهدف نظيف ضمن مباريات الجولة الـ 26 من دوري نايل، ليرتقي حامل لقب الدوري المصري إلى المركز الثالث خلف بيراميدز والمصري.
الفوز جاء بهدف محمود عبد المنعم كهربا في الدقيقة 68 ليحصد الأهلي 3 نقاط جديدة ويواصل محاولاته الحثيثة للحاق بالمتصدر بيراميدز الذي يبتعد عنه بفارق 17 نقطة مع 6 مباريات أقل للفريق الأحمر.
أخطاء مكررة للشناوي
بينما كانت المباراة تطوي صفحاتها الأخيرة، كاد الاتحاد السكندري أن يسجل هدف التعادل بعدما سقطت الكرة من يد محمد الشناوي خلال ركلة ركنية للاتحاد لكن لاعب الأخير سيف تقا لم ينجح في استثمار اللقطة وسدد الكرة فوق العارضة.
اللقطة ليست الأولى للشناوي منذ عودته من الإصابة، ففي المباراة الأولى التي عاد معها حارس الأهلي من الإصابة، دفع به المدير الفني للمنتخب المصري حسام حسن منذ البداية أمام منتخب بوركينا فاسو ضمن الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026 فإذا بالحارس الأول لمنتخب مصر يفشل في إبعاد كرة سهلة اصطدمت بالعارضة وتهادت أمام لاعبي الخيول الذين سجلوا هدف تذليل الفارق لتتحول لمباراة متوترة بعد انطلاقة مميزة للفراعنة قبل تراجعهم في الشوط الثاني.
عقب انتهاء التوقف الدولي ومع عودة عجلة الدوري المصري للدوران كان الأهلي يخوض مباراته الأولى بمحمد الشناوي أمام فاركو ليتقدم الفريق الأهلاوي بهدف لكن الفريق السكندري نجح في معادلة النتيجة بهدف في الدقيقة 35 كاد أن يجعل الأمور أصعب على الحُمر.
لكن بمطالعة الهدف يمكن مشاهدة كيف أن محمد الشناوي خرج من مرماه دون داعٍ، فلاعب فاركو جابر كامل لم يكن في وضعية انفراد كامل كما أن تقدمه بشكل جانبي لم يكن يستدعي خروج حارس الأهلي من مرماه، فقد حوّل الموقف من صعوبة التسديد من تلك الزاوية لكامل إلى انفراد تام، نجح خلاله اللاعب الأعسر في تحويله إلى هدف.
وربما كان يجدر بحارس يمتلك من الخبرة ما يكفي كالشناوي أن يتعامل مع الموقف بشكل سليم، لكن اندفاعه غير المبرر تسبب في استقبال مرمى الأهلي هدفًا كان من الممكن تفاديه وكاد أن يتكرر اليوم وبسيناريو أسوأ لأنه لم يكن قد تبقى من الوقت الكثير هذه المرة.
شد وجذب
تلك الأخطاء والاندفاعات غير المبررة تزامنت مع حالة من الشد والجذب على مدار الأشهر الأربعة الماضية خاصة الشهرين الأخيرين، فمع إصابة الشناوي المطولة، كان الحارس الثاني مصطفى شوبير يفرض وجوده في حراسة مرمى الأهلي بعدما كان أحد أهم أسباب تتويج الأهلي بدوري أبطال أفريقيا بتصدياته المؤثرة جدًا في عدة مباريات وأهمها لقاء الذهاب أمام تي بي مازيمبي.
وصحيح أن نجل الحارس السابق والإعلامي الحالي أحمد شوبير قد وقع في عدة أخطاء خاصة في الدوري المصري، إلا أن إسهاماته القوية في دوري الأبطال صنعت حالة من الانطباع أن الأهلي بات يمتلك حارسًا آخر يمكن أن يعول عليه بخلاف الشناوي، وذلك مع دعم إعلامي واسع لا تخطئه العين لحارس كان مقبولًا منه أن يقع في بعض الأخطاء مع فترته الأولى الطويلة كأساسي فإذا به يقدم إضافة جيدة لمارسيل كولر.
في أثناء تلك الحالة من الحفاوة بمستوى شوبير الابن، كانت هناك حالة من الشد والجذب تتصاعد في الفترة الأخيرة بعد أن نُشرت عدة تقارير عن عدم رضا محمد الشناوي عن جلوسه احتياطيًا لمصطفى شوبير بعد عودته من الإصابة، وتعزز ذلك الشعور والاعتقاد بعدما لم يظهر الشناوي في قائمة الفريق المستدعاة لخوض أكثر من مباراة وعللت بعض التقارير الأخرى هذا الأمر لعدم جاهزية حارس الأهلي بعد.
الشناوي لم يقف صامتًا إزاء تلك التقارير، فشن هجومًا على الصحافة المصرية التي وصفها بالناقلة للإشاعات وهو أمر لم يلقَ استحسانًا لدى رابطة النقاد الرياضيين الذين أصدروا بيانًا يشجب ما صرح به الشناوي وسط حالة من المساندة والدعم للرأيين من إعلاميين ورياضيين كُثُر.
أتبع الشناوي هذا الأمر بتصريح لقناة أون تايم سبورتس المصرية أظهر فيها حزنه من عدم سؤال أحدهم عن إصابته بل اهتمامهم أكثر بالتساؤل الأهم وهو:
من يحرس مرمى الأهلي ؟
مع عودة لاعبي الأهلي من تجمع منتخب مصر -ومن ضمنهم حارساه الشناوي وشوبير- كان التساؤل الحقيقي الأول هو مَن يشغل الحراسة الأساسية للفريق، لتتم الإجابة بوضوح بوجود الشناوي أساسيًا في مباراتي الأهلي أمام فاركو والاتحاد السكندري.
لكن مع خطأ الشناوي برفقة منتخب مصر ثم خطأيه أمام فاركو والاتحاد يزداد الضغط على حارس الأهلي الأول، فهناك من عاد للجلوس بديلًا وهو في أفضل حالاته الفنية والمعنوية بعد أداء نال استحسان كثيرين، لكنه عاد ليشاهد المباريات من دكة البدلاء بل ويجد الشناوي يقع في خطأ تلو الآخر.
صحيح أن شوبير الصغير قد يظل صامتًا لاعتبارات كثيرة، منها الاحتياج للهدوء في ظل الضغط الذي فرضه بيراميدز على مؤجلات الأهلي، وعدم تقبل الأمر من أي طرف في الأهلي في ذلك التوقيت، إلا أن ذلك الصمت إن اكتمل حتى نهاية الموسم؛ فقد لا يكتمل في الصيف (صيف دوري حسب لجنة مسابقات عامر حسين في سبتمبر وربما أكتوبر مع نهاية الدوري المصري وليس موسم الصيف الطبيعي الذي بدأناه) خاصة إن ظهرت أخطاء الشناوي المؤثرة من حينٍ إلى آخر، والحديث هنا ليس عن إثارة المشكلات بالضرورة من جانب شوبير بل في حارس شاب، حصل على فرصته أخيرًا واستثمرها بشكل جيد ليصل لمنتخب مصر ويتم ترشيحه مجددًا لحراسة مرمى مصر في الأولمبياد، قد لا يقبل باستمراره احتياطيًا لموسم أو اثنين ليس مضمونًا فيهما أن يحافظ على مستواه.
ومن ثم فإن خيار الإعارة قد يكون أحد الاختيارات وهو خيار قد يلاقي معارضة من شوبير بعدما تذوق حلاوة اللعب باستمرار مع فريقه، أو ربما يلجأ الأهلي لأول مرة منذ فترة طويلة جدًا لإشراك الحارسين بشكل متوالي أو التدوير لكل بطولة، وهو أمر قد يلقى معارضة من الشناوي الذي يدرك أن مثل هذا الأمر قد لا يكون مقبولًا لمكانته أو ربما يكون بداية النهاية لعصره في حراسة الأهلي، أو ربما قد يتخذ الأهلي قرارًا جريئًا غير متوقع بإنهاء “معضلة الشناوي” ويقرر أن يكون مصطفى شوبير حارسه الأساسي تاركًا الحرية للشناوي لاتخاذ القرار المناسب له.. الأيام فقط ستجيب عن هذا التساؤل.