يخوض بيراميدز والأهلي موقعة حاسمة على قمة الدوري المصري، وذلك عندما يلتقيان اليوم الإثنين 23 يوليو/ تموز، على استاد الدفاع الجوي ضمن مباريات الجولة الحادية والثلاثين من دوري النيل.
المتصدر المؤقت قد خسر من وصيفه المؤقت بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة مؤجلة من الأسبوع الرابع عشر لُعبت قبل تسعة أيام، لينخفض الفارق بينهما إلى خمس نقاط فقط مع أفضلية نظرية للأهلي بامتلاكه ثلاث مباريات إضافية قد تمنحه الصدارة بفارق أربع نقاط عن بيراميدز.
ومنحت تسديدة محمد مجدي أفشة، الانتصار الغالي للفريق الأحمر الذي تقدم في النتيجة بهدف نظيف قبل أن يتأخر بهدفين من الفريق الأزرق الذي تلقت شباكه هدفين، ليخسر معركته الأولى من معركتين تحسمان حربًا مستعرة على القمة.
ضغط عشوائي
الدقائق العشرين الأولى من المباراة شهدت تفوقًا كاسحًا للأهلي على مستوى الخطورة وصناعة الفرص بفضل اللعب المباشر واستغلال المساحات الكبيرة في دفاعات الخصم جرّاء عملية ضغط عالٍ متطرفة جدًا رمى فيها بيراميدز بكل ثقله العددي في نصف ملعب الأهلي؛ لكنها كانت إما غير واعية للحسبة العددية في عملية الضغط أو متأخرة بوضوح، وفي كليهما كانت العشوائية كبيرة.
وللتدليل على العشوائية قد تبدو تلك اللقطة مثالًا صارخًا عليها بعد تمركز غريب من لاعبي وسط بيراميدز وليد الكرتي ومهند لاشين اللذين لم يتابعا عملية الضغط العالي ولا تأخرا للخلف للدفاع ضد الكرات الطويلة؛ ما اضطر الظهير الأيسر محمد حمدي للخروج من مكانه للدخول في تحدٍ هوائي خسره لتصل الكرة في المساحة التي تركها خلفه مضطرًا.
الضغط العالي كان غير محسوب بعدد أكبر من المطلوب وبدون وعي، ففي تلك اللقطة قرر بلاتي توريه الاندفاع للضغط على مروان عطية حتى قبل أن تصله الكرة رغم أن مصطفى فتحي كان قريبًا من اللقطة وبإمكانه الوصول لمروان عطية، لكن اندفاع توريه انتبه له كريم فؤاد الذي مرر مباشرة للأمام لوسام أبو علي.
لعب المتصدر الحالي للدوري طنًا من المباريات في الدوري المصري بإستراتيجية واضحة؛ إذ أعطى الظهيرين أدوار هجومية واضحة دون أن يحمل كثيرًا هموم استخدام المساحات التي يخلّفوها وراءهم ضده.
لكن أمام الأهلي كانت الأمور مختلفة، إذ إن الفريق الأحمر استغل هذا الأمر كثيرًا؛ ففي تلك اللقطة استغل نادي “القلعة الحمراء” وجود كريم حافظ في الأمام وإساءة بلاتي توريه التقدير ليُرسَل حسين الشحات إلى موقف خطير، ورغم أنه كان متسللًا إلا أنها كانت غيض من فيض من تلك اللقطات التي ظهر فيها الشحات خطيرًا ومنها اللقطة التي حصل خلالها على ركلة جزاء سجل منها الأهلي هدف التعادل.
بيراميدز والأهلي.. قطعة شطرنج كانت الفيصل
كان حسين الشحات صداعًا كبيرًا في رأس بيراميدز بفعل التحركات التي اعتاد تقديمها مع مارسيل كولر بالدخول لعمق الملعب، وهو الأمر الذي تزامن مع ثغرة كبيرة في صفوف بيراميدز.
لعب “نادي الأهرام” بطريقة متأرجحة بين الـ 4/3/3 و4/2/3/1، لكنها كانت أميل إلى الـ 4/3/3، إذ كان وليد الكرتي أقرب للاعب محوري آخر إلى جانب بلاتي توريه تاركًا مهند لاشين كلاعب ارتكاز وحيد.
كان هذا الخطأ الكبير من المدير الفني يورتشيتش الذي انكشف خط وسطه بفضل التحركات المزعجة للشحات في عمق الملعب، فإما يراقبه لاشين، وبالتالي ينكشف باقي خط الوسط أو يتجاهله لاشين ويقوم بتغطية مناطق أكثر ثم يكون الشحات حرًا يعيث في أرض بيراميدز فسادًا.
هذا الأمر فرض على محمد حمدي أن يضطر من جديد إلى أن يكون لاعب وسط ثانٍ في لقطة من اللقطات بعدما نفذ طاهر محمد طاهر تحرك الشحات نفسه الذي كان مراقبًا من مهند لاشين وسط غياب تام للكرتي وتوريه عن جناح الأهلي الأيمن، ثم أخليت المساحة ذاتها خلف حمدي والتي اندفع لها الشحات صانعًا هدف الأهلي الأول.
ماذا فعل يورتشيتش؟
بخلاف إشراك الشيبي للتخلص من صداع كريم حافظ وعدم المبالغة في الضغط العالي، وكذلك التطرف في تصعيد الطرفين معًا، قرر المدير الفني الكرواتي تعديل وضعية قطعة شطرنج اسمها وليد الكرتي ليصبح لاعب ارتكاز ثانٍ بشكل شبه ثابت إلى جانب مهند لاشين ليُغلق عمق خط وسط بيراميدز أمام الهجمات الأهلاوية
لكن كيف سجل محمد مجدي أفشة من العمق في نهاية المباراة؟ تحركات أفشة مزعجة لأي فريق فهو يتراجع للخلف للهروب من الرقابة ثم يستغل انشغال لاعبي وسط المنافس بالكرة ليتحرك للأمام من جديد في المساحة.
ومع مباراة كارثية لوليد الكرتي على كل المستويات سواء بتمريرات سيئة (باستثناء تمريرة الهدف الأول) أو بالمستوى الدفاعي والتأخر المستمر في مواكبة النسق، كان الكرتي من جديد يتحول مؤقتًا للاعب محور وليس ارتكازًا ثانيًا إلى جوار مهند لاشين الذي كان مضطرًا للدفاع على اليمين أمام هجمة الأهلي، ليتسلم أفشة أمام منطقة الجزاء بعدما كان الكرتي بعيدًا تمامًا عنه ويسدد ليسجل هدفًا ربما يكون حاسمًا للقب الدوري للأهلي ما لم يفز النادي الذي تأسس عام 2008 في مباراة اليوم.
ماذا على بيراميدز فعله الليلة؟
إدراك أن أجنحة الأهلي مع مارسيل كولر هم صناع ألعاب خاصة من جانب حسين الشحات الذي قدم مباراة كبيرة جدًا، ثم وضع الكرتي بواجبات دفاعية أكبر، وقياس قدرات مصطفى فتحي وفخري لاكاي على قيامهم بدور دفاعي كافٍ قبل أن يفرض ضغطًا عاليًا مُخاطرًا على فريق مثل الأهلي يمكنه أن يعاقبك على هذا الأمر.