سحب لامين يامال نجم برشلونة الإسباني الواعد مجدّدًا البساط من تحت أقدام عديد اللاعبين برقم تاريخي مميز، وفي ليلة عصيبة للغاية على “الكتالوني” في إمارة موناكو، في إطار ختام الدفعة الثالثة من الجولة الافتتاحية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
على ملعب “لويس الثاني”، انقاد برشلونة صاحب الانطلاقة المميزة محليًا على مستوى الليغا في هذا الموسم (5 انتصارات من 5 مباريات) منحته الصدارة، إلى هزيمة مفاجئة أمام موناكو بنتيجة (2-1) في مواجهة معقدة، عرفت تعرّض مدافعه إريك غارسيا لطرد مبكر وقياسي، إثر “هفوة قاتلة” من تير شتيغن الذي ظهر بأداء باهت في المباراة.
وبعيدًا عن إنجاز لامين يامال والرقم السلبي لغارسيا، شهدت أمسية الخميس على غرار ليلتي الثلاثاء والأربعاء، حضور بعض الأرقام اللافتة الأخرى التي أفرزتها المباريات الستة الأخرى، التي تفوق فيها باير ليفركوزن على فينورد (0-4) وبنفيكا على النجم الأحمر (1-2) وأتلتيكو مدريد على لايبزيغ، وبريست على شتورم غراتس بالنتيجة ذاتها، في حين انتهت قمة أتالانتا مع أرسنال بالتعادل دون أهداف.
لامين يامال.. النقطة المضيئة في “الليلة الكابوس”
رغم الليلة القاتمة للبلوغرانا في الإمارة الفرنسية، والتي شهدت سيناريو مربكًا قد غيّر كل معطياتها، بعدما نال المدافع العائد إلى التشكيلة الأساسية، إريك غارسيا بطاقة حمراء هي الأسرع للاعب من برشلونة في تاريخ دوري الأبطال وفي توقيت قياسي وتحديدًا (9 دقائق و32 ثانية)، فإنّ “فتى البارسا الذهبي” أبى إلّا وضع بصمته الخاصة وتحيين أرقامه الاستثنائية.
وعاد لامين يامال ليستأثر بالأضواء في برشلونة الذي سقط خلال أسابيع قليلة للمرة الثانية في مواجهة موناكو بعد خسارته أمامه في كأس خوان غامبر الودية والتحضيرية لبداية الموسم بثلاثية على ملعبه بالذات، وذلك ببصمه على رقم تاريخي، بعد أن بات ثاني أصغر لاعب يسجّل هدفًا في تاريخ الـ”تشامبيونزليغ” (17 عامًا و68 يومًا)، خلف زميله الحالي والعائد هو الآخر إلى تشكيلة النادي الكتالوني بعد طول غياب، أنسو فاتي الذي انفرد بهذا الإنجاز في سن 17 عامًا و40 يومًا.
كما أنّ مباراة موناكو عرفت امتيازًا جديدًا لفتى “البارسا” والذي سجّل ولأول مرة في مسيرته مع النادي العريق، في مباراتين متتاليتين وذلك بعد خوضه 57 مباراة في جميع المسابقات.
دي ماريا يلاحق ميسي.. رايا في ثوب “الجدار” وموناكو يصنع معجزته
لامين يامال.. ليس الوحيد الذي خطف الأضواء في أمسية الخميس الأوروبية، التي عرفت بروز بعض الأرقام اللافتة، التي ارتبطت بشكل مباشر بالثلاثي، المخضرم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا جناح بنفيكا البرتغالي والإسباني دافيد رايا حارس أرسنال الإنجليزي والفرنسي الشاب جورج إلينيخينا مهاجم موناكو.
خلال 107 مشاركات في دوري الأبطال بصم “قيدوم التانغو” المعتزل دوليًا حديثًا، على تمريرة حاسمة في مواجهة النجم الأحمر، لتكون السادسة والثلاثين في تاريخه بالبطولة، ليعادل بها رقم الأسطورة ديفيد بيكهام ويلاحق من خلالها مواطنه ليونيل ميسي صاحب المركز الثالث في هذه القائمة (39 تمريرة في 163 مباراة).
وعلى إيقاع لامين يامال عزف “معجزة” موناكو اليافع جورج إلينيخينا البالغ 18 عامًا فقط، تسجيل إحصائية لافتة للغاية، إثر تحطيمه رقم نجم موناكو سابقًا وريال مدريد حاليًا، كيليان مبابي، ليصبح أصغر لاعبي موناكو تهديفًا في دوري الأبطال عن سن 18 عامًا و34 يومًا، وليس هذا فحسب، فقد زار الفرنسي ذو الأصول النيجيرية، شباك برشلونة للمرة الثانية في المسابقة، بعد أن قام بذلك في ديسمبر 2023 عندما كان لاعبًا لأنتويرب البلجيكي فريقه السابق.
حارس أرسنال، دافيد رايا كان بدوره أحد المتألقين في هذه الأمسية، بعد تصديه لركلة جزاء في مواجهة أتالانتا من تنفيذ ماتيو ريتيغي في الدقيقة (51)، ليبصم “حامي عرين المدفعجية” على إنقاذه لرابع ركلة ترجيحية من آخر 8 ركلات نفّذت ضدّه.
من جانبه، تميّز أيقونة باير ليفركوزن الألماني فلوريان فيرتز في مواجهة فينورد الهولندي التي دوّن فيها هدفين، حيث كان الافتتاحي منهما في أول 5 دقائق للقاء، وهو الأسرع للنادي الألماني في تاريخ مشاركاته الأوروبية خارج قواعده.