يدخل منتخب إيطاليا بطولة يورو 2024 دون أن يثقل كاهله كمرشح أول رغم أنه حامل اللقب، لكن في البطولات الكبرى لا يمكن استبعاده أبدًا، خاصة إذا تمكن من التأهل من مجموعة الموت المليئة بالتحديات والتي تضم إسبانيا وكرواتيا وألبانيا.
دخلت إيطاليا بطولة أمم أوروبا 2020 بعد فشلها في التأهل إلى كأس العالم 2018، وتدخل بطولة هذا العام في نفس الوضع بعد الفشل في التأهل لمونديال 2022، لذلك فلا تأمن “مكر” الأتزوري وتقلباته.
وبعد أن أخذ لوتشيانو سباليتي محل روبرتو مانشيني في سبتمبر/ أيلول الماضي، ما يزال المنتخب الإيطالي يتخذ الخطوات الأولى المؤقتة لعصر جديد، حيث قام سباليتي بتصحيح مسار التصفيات ليقودهم إلى ألمانيا، ولكن، كما حدث في يورو 2020، سيكون الفوز بمثابة مفاجأة ضخمة.
لم يكن لدى مدرب نابولي السابق الوقت لإجراء تغييرات جذرية، وكان يحتاج بدلاً من ذلك إلى التركيز على النتائج والتأهل، ولكنه بدأ في إحياء روح الفريق.
كيف ستلعب إيطاليا في يورو 2024 بألمانيا؟
ليس من السهل التنبؤ بالتشكيلة الأساسية لإيطاليا في يورو 2024، لأن سباليتي جرب العديد من اللاعبين المختلفين والتشكيلات المختلفة في المباريات الأخيرة، كان آخرها اللعب بثلاثة مدافعين أمام الإكوادور وفنزويلا في مارس الماضي.
سيعتمد سباليتي على عدد لا بأس به من لاعبي فريق إنتر ميلان الفائز بالإسكوديتو خاصة نيكولو باريلا وفيديريكو ديماركو، حيث سيكون لهما دورًا كبيرًا؛ ومن المرجح أيضًا أن يكون لاعب خط وسط أرسنال جورجينيو هو قلب الفريق.
على الرغم من أننا نتوقع أن تلعب إيطاليا بطريقة 3-4-3، إلا أنها يمكنها أيضًا اللعب بطريقة 3-5-2 أو 4-2-3-1 أو حتى 4-3-3 إذا أراد سباليتي التغيير.
في مركز حارس المرمى لا خلاف على جيانلويجي دوناروما، حتى لو لم يكن جيدًا في اللعب بقدميه، وإذا اختاروا ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، فالأقرب هم أليساندرو بونجيورنو في وسط الدفاع بعد استبعاد فرانشيسكو أتشيربي وعلى يساره سيحضر أليساندرو باستوني، الذي يتمتع بقدم يسرى جيدة ولعب بشكل جيد في السنوات الأخيرة، في حين أن ماتيو دارميان يمكن أن يلعب أيضًا في مركز المدافع الأيمن، لكن راؤول بيلانوفا سيكون الأوفر حظًا خاصة في قدرته على مراقبة الخصم رجل لرجل وهو أسلوب يستخدمه سباليتي.
في الأجنحة الخلفية لا يوجد منافس لديماركو على الجانب الأيسر، في الجانب الآخر يتوقع أن يبدأ جيوفاني دي لورينزو قبل راؤول بيلانوفا، لأنه هو وسباليتي يعرفان بعضهما البعض جيدًا، فمن الناحية التكتيكية، يمكن لدي لورينزو أيضًا أن يضيف مرونة إلى طريقة لعب الفريق، تمامًا مثل ذراع سباليتي الممدودة على أرض الملعب.
في الهجوم سيبدأ فيديريكو كييزا ومانويل بيليغريني كجناحين مع وجود جيانلوكا سكاماكا كمهاجم صريح.
اللاعبون المخضرمون مثل جورجينيو تحديدًا، فاز بالفعل ببطولة كأس أمم أوروبا 2020، لديهم الخبرة والقيادة التي يمكن أن تساعد الفريق، في حين أن لاعب مثل ريكاردو كاليفيوري لا يزال صغيرًا جدًا، إلا أنه يضيف خيارات جديدة في الدفاع، وأما اللاعبون الأساسيون كديماركو وباريلا وسكاماكا وباستوني فجميعهم في ذروة أعمارهم ويمكن أن يشكلوا ميزة لإيطاليا.
أزمة هجومية
مشكلة إيطاليا الرئيسية في الآونة الأخيرة هي الهجوم، مما أدى إلى استدعاء الأرجنتيني ماتيو ريتيغي، ويحاول سباليتي غرس طريقته في الهجوم عن طريق أساليب أخرى منها الكرات الثابتة.
القوة الهجومية لإيطاليا في التصفيات جاءت من خط الوسط، حيث كان دافيدي فراتيسي أفضل هدافي الفريق برصيد ثلاثة أهداف، لكن عودة جيانلوكا سكاماكا لمستواه قد تمنح المشجعين الإيطاليين سببًا للتفاؤل.
قضى سكاماكا فترة مخيبة للآمال مع وست هام يونايتد الموسم الماضي، لكنه تألق عند عودته إلى إيطاليا مع أتالانتا، وذكّر هدفاه أمام ليفربول في ربع نهائي الدوري الأوروبي الجمهورَ الإيطالي بمدى موهبته.
الافتقار إلى مهاجم هداف لم يمنع إيطاليا من الفوز بلقب اليورو قبل ثلاث سنوات، المشكلة فقط تتعلق بالموسم السيئ لكييزا الذي بدا في الوقت الحالي ظلًا للاعب تأهل في المراحل الأخيرة من يورو 2020.
دور الظهير الأيسر
فيديريكو ديماركو هو أحد اللاعبين القلائل ممن يمكن القول إن مركزهم في أمان، سواء في خانة الظهير الأيسر أو الجناح الخلفي الأيسر، وعادة ما يكون هذا المركز هو مفتاح تألق إيطاليا في البطولات الكبرى، كما حدث مع أنطونيو كابريني في عام 1982 وفابيو غروسو في عام 2006، وليوناردو سبينازولا في نهائيات اليورو السابقة قبل ثلاث سنوات.
وفي مرحلة انخفض فيها مستوى سبينازولا منذ إصابته بتمزق في وتر العرقوب أمام بلجيكا في ربع نهائي اليورو الماضي، وصل ديماركو لمستويات مميزة مع إنتر ميلان هذا الموسم، وهو ظهير حركي وسريع لديه طاقة للصعود والهبوط على طرف الملعب بإجادة مع مرونة في طرق اللعب المختلفة.