يخوض الزمالك المصري مواجهة هامة عندما يستضيف نهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية التي حمل الزمالك كأسها للمرة الأولى في 2019 بعدما تغلب على المنافس نفسه بركلات الترجيح.
الفريق المغربي نجح في الانتصار على أرضه بهدفين مقابل هدف وهي النتيجة التي تفتح مجالًا لأي احتمال في مباراة الحسم التي تُقام على استاد القاهرة بالعاصمة المصرية.
الإعداد للمباراة من جانب الفريق المصري يتطلب الكثير من التفاصيل، لكن هناك 3 أسئلة على المدير الفني للزمالك جوزيه غوميز الإجابة عنها لرسم إستراتيجيته خلال المباراة، ودعنا نؤجل الإجابة عنها من جانبنا حتى النهاية.
1. ضغط مكثف من البداية؟
السؤال الأول البديهي عندما يلعب فريق متأخر بفارق هدف واحد ولديه 90 دقيقة كاملة لتسجيله. هل يقوم الزمالك بالضغط المكثف من البداية؟ هل يتم اللعب بتمركزات هجومية عالية الشدة منذ بداية المباراة لضمان استغلال حمى البدايات وقوة الجماهير وحماستهم لتحطيم الدفاعات المغربية في وقت يسمح بعدم انفلات الأعصاب وتراجع التركيز وسط الضغط الجماهيري؟ هل يستخدم غوميز أظهرته بشكل هجومي أكبر مثلما يفعل في مباريات الدوري المصري بصعود الأظهرة ودخول الأجنحة للعمق لتكثيف الحضور في وسط الملعب؟
أم أن التأني والاتزان وعدم استعجال تسجيل الهدف وتوزيع المجهود لعدم تراجعه في الأوقات الأكثر حسمًا؟ هل تكون الأظهرة مُلزمة بأدوار دفاعية أكثر لضمان وجود عددٍ كافٍ من المدافعين في أثناء كرات نهضة بركان المرتدة سواء على الأرض أو حتى من الكرات الطويلة لضمان كسب الكرة الثانية؟ أم أن مثل هذا الاختيار قد يجعل الزمالك تحت ضغط أكبر مع إمكانية تأخر تسجيل الهدف الافتتاحي؟
2. ماذا يفعل الزمالك عندما يسجل؟
لكن ماذا لو سجل الزمالك؟ صحيح أن نتيجة الـ1-0 تضمن له البطولة، لكن هل يتراجع الفريق للخلف دفاعًا عن تقدمه الضيق ويخاطر بتلقي هدف تعادل قد يرسل الكأس إلى شرق المغرب؟
أم أن أكثر أندية أفريقيا إحرازًا للألقاب القارية في القرن العشرين مُطالب بعدم التراجع للخلف وتسجيل هدفٍ ثانٍ على الأقل يضمن به عدم حدوث مفاجآت مع المخاطرة بوجود مساحات قد يدفع معها ثمن عدم إغلاق مناطقه بأفضل طريقة ممكنة؟
3. من يلعب بدلًا من مصطفى شلبي إن لم يكن جاهزًا؟
رغم تعرضه لانتقادات مستمرة توقفت لحين إشعار آخر بعد أدائه المميز في إياب نصف نهائي البطولة أمام دريمز، فإن عودة مصطفى شلبي لتشكيلة الزمالك لاقت استحسانًا واسعًا داخل جموع جماهير النادي التي سواء كانت مقتنعة بالجناح الأيسر أو لا، إلا أنها أدركت فداحة غيابه في مباراة الذهاب بعدما أصابت جوزيه غوميز الحيرة في اختيار بديله إذ تناوب على شغل مركزه 4 لاعبين ما بين أحمد حمدي وأحمد سيد زيزو وسامسون أكينيولا وحتى سيف الدين الجزيري.
عودة شلبي من شأنها أن تنهي كل هذا الصداع، لكن السؤال الثالث والأخير هو ماذا إن لم يكن جناح إنبي السابق جاهزًا للعب من البداية أو غير قادر على الاستمرار في المباراة حتى النهاية؟ أي حل وقرار سيتخذه مدرب الزمالك في هذه الحالة؟ سؤال جدير بوضعه في الحسبان للنادي الساعي للعودة إلى المنصات الأفريقية بعد آخر تتويج بلقب أفريقي في 2020 على حساب الترجي التونسي عندما رفع الزمالك كأس السوبر الأفريقية في الدوحة بعد الانتصار بثلاثة أهداف مقابل هدف.
أما عن إجابات الأسئلة من وجهة نظرنا فهي كالآتي:
الإجابة الأولى: لا يجدر بالزمالك الاندفاع منذ بداية المباراة، فهدف واحد كافٍ لاستعادة التوازن والهدوء كما أن حالة الشحن الجماهيري لا بد أن تتزامن مع حالة استيعاب لبيئة المباراة التي قد تؤخر الهدف ومن ثم يجدر بالضغط الجماهيري أن يعي أن الزمالك سيظل طوال المباراة ليس بعيدًا عن اللقب مهما طال توقيت تسجيل الهدف الأول. ربما فقط ينبغي على الزمالك الضغط في الدقائق العشرة الأولى ومن ثم في حالة عدم التسجيل، يمكنه العودة للتأني والهدوء وعدم الإسراف في المجهود البدني سريعًا؛ فالقائمة لا تتمتع بخيارات واسعة في عدة مراكز ومن ثم قد يضطر غوميز للإبقاء على كثيرٍ من اللاعبين في الملعب لأنه لا يوجد الكثير ممن هم قادرون على تحويل الدفة على دكة البدلاء، كما أن الزمالك بشكل عام كان قادرًا على صناعة الخطورة على مرمى منافسه في مباراة الذهاب بكلفة هجومية ليست باهظة، وبإمكانه تكرار هذا الأمر من جديد في القاهرة.
الإجابة الثانية: العكس صحيح هنا، فالزمالك ليس عليه أن يتراجع للخلف لأنه مبدئيًا لا يتمتع نهضة بركان بقدرة كبيرة على بناء اللعب بشكل منظم ومن ثم يمكن للزمالك الاستفادة من هذا الأمر، لكن الأهم هو أن تراجع الزمالك للخلف يعني بالتبعية احتمالًا أكبر لارتكاب أخطاء أكثر حول منطقة الجزاء وهي السلاح الأهم للنهضة البركانية.
كما أن مسألة تسجيل هدف ثانٍ ليست رفاهية؛ فاستمرار نتيجة الـ1-0 مع سيطرة نهضة بركان على اللقاء بسبب التراجع، سيجعل الزمالك عرضة لأخطاء أكثر للدفاع بسبب توتر الأعصاب جراء الخوف من دفع الثمن غاليًا من أي هفوة.
الإجابة الثالثة: إن لم يكن مصطفى شلبي جاهزًا لخوض المباراة من البداية، فربما يكون إشراك أحمد حمدي على الجانب الأيسر هو أسلم الحلول مع وجود سامسون أكينيولا في مركز المهاجم الثاني، وهو أسلم الحلول لضمان الاستفادة القصوى من كل لاعب في مركزه المنطقي فيما عدا حمدي، وربما يكمن التحدي الحقيقي في أن يقدم أحمد فتوح مباراة هجومية كبيرة ويكون قادرًا على شغل الجبهة اليسرى بكفاءة لضمان الاستفادة من أحمدي حمدي في العمق مع محافظته على مسافة قريبة من فتوح وكذلك سيساعد سامسون على دخول منطقة الجزاء إلى جوار الجزيري لاستقبال عرضيات فتوح وزيزو.
أما في حالة لعب مصطفى شلبي دون مشاكل مع عدم مقدرته على المواصلة بعد الدقيقة 60، فإن النتيجة ستفرض نفسها حينئذ، فإن كان الزمالك متقدمًا بفارق هدفين على الأقل فإن إشراك زياد كمال إلى جانب دونغا وشحاتة قد يكون هو الخيار الأكثر منطقية على أن يتحول حمدي للجانب الأيسر مع تغطية كمال لتقدم فتوح لشغل فراغ اليسار المتوقع. لكن إن كان الزمالك ما يزال بحاجة للتسجيل وقت خروج شلبي فإن إشراك إبراهيما نداي قد يكون أحد الخيارات المتاحة على الجانب الأيسر أو ربما يلجأ غوميز لخيار صعب يكمن في إشراك سيد نيمار على الجانب الأيمن مع انتقال زيزو للجانب الأيسر أملًا في صناعة جبهة يسرى قوية رفقة فتوح مع ميل أحمد حمدي تجاههما.