سقط بايرن ميونخ بخسارة مدوية أمام مضيفه برشلونة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، لتزداد مهمة العملاق الألماني تعقيدًا في مسابقة دوري أبطال أوروبا عبر شكلها المستحدث، خاصة أن الفريق البافاري بات يحتل المركز الثالث والعشرين برصيد (3) نقاط من (3) مباريات.
نتائج كارثية على الصعيد الأوروبي، رغم صدارته المحلية في الدوري الألماني برصيد (17) نقطة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان تحركات بايرن ميونخ المتواضعة في سوق الانتقالات الصيفي الأخير، والتي تجاهل فيها العديد من نقاط الضعف التي عانى منها الفريق في الموسم الماضي.
موقع winwin يضع بين يدي المتابعين، 5 أخطاء كبرى ارتكبها مسؤولو بايرن ميونخ في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، الأمر الذي قد يقود العملاق البافاري لموسم مخيب للآمال على الصعيدين المحلي والأوروبي.
السر وراء التعاقد مع كومباني!
لا أحد يدرك حتى اللحظة السر من وراء التعاقد مع فينسنت كومباني، فالمدرب الشاب لم يحظَ بموسم جيد لينتهي به الأمر مدربًا في بايرن ميونخ، والهبوط مع بيرنلي إلى الدرجة الأولى، بتلقي 24 هزيمة والاكتفاء بتحقيق 5 انتصارات مع 9 تعادلات وتلقي الفريق 78 هدفًا، كلها تعكس مؤشرات سلبية في مشوار الرجل البلجيكي.
ما هو مؤكد أن بايرن ميونخ لاحق الكثير من المدربين أمثال تشابي ألونسو، زين الدين زيدان، هانز فليك، يورغن كلوب، وجميع هؤلاء رفضوا العمل مع العملاق البافاري، فكان الخيار الوحيد اللجوء إلى كومباني، خاصة أن المدرب البلجيكي يحاول استنساخ تجربة بيب غوارديولا في “الاستحواذ” لكنه حتى الآن لم يدرك أنه لا يملك الكثير من مقومات الاحتفاظ بالكرة، واللعب بدفاع متقدم.
التخلي عن ماتياس دي ليخت
بعد عامين من الحضور في صفوف العملاق البافاري قادمًا من يوفنتوس عام 2022، وأداء مذهل خاصة على صعيد شخصيته القتالية، فاجأ بايرن ميونخ الجميع بقرار التخلي عن خدمات المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت لصالح مانشستر يونايتد، دون أن يفهم أحد السر من وراء هذه الصفقة.
المثير للجدل، أن العملاق الألماني أقدم على بيع دي ليخت مقابل (45) مليون يورو، وهي قيمة متواضعة للاعب بحجم النجم الهولندي، مفضلًا الاعتماد على ثنائية مين جاي كيم ودايوت أوباميكانو، على الرغم من أن كلا اللاعبين ارتكبا عدة أخطاء في المواسم الأخيرة وتحديدًا أمام مانشستر سيتي وريال مدريد.
كل ما يمكن تفسيره، أن بايرن ميونخ أراد ببيع دي ليخت بهدف التخلص من راتبه المرتفع، والاعتماد على لاعبين برواتب أقل تكلفة، حتى إن جاء ذلك على حساب أداء العملاق البافاري في المسابقات الأوروبية، والنتيجة الطبيعية رباعية برشلونة المذلة.
بايرن ميونخ وحكاية التخلي عن مزراوي
عانى بايرن ميونخ لسنوات من أزمة في مركز الظهير الأيسر، حتى جاء الكندي ألفونسو ديفيز الذي شكل نموذجًا مذهلًا بفضل سرعته الكبرى ومهاراته العالية، لكن اللاعب الشاب عانى من أزمتين كبيرتين، الأولى هي كثرة الإصابات والثانية تراجع ملحوظ في المستوى.
هذه الأزمات، جعلت من بقاء ألفونسو ديفيز في بافاريا مغامرة كبيرة، خاصة أن عامه الحالي يقترب من الانتهاء، دون التوصل إلى اتفاق من أجل تجديد هذا العقد، ومع تردد اسمه بين أروقة ريال مدريد وبرشلونة، تراجعت مستوياته الفنية والبدنية بصورة كبيرة، مما أعاد للأذهان تساؤلات عدة حول السبب الحقيقي وراء تخلي العملاق البافاري عن المغربي نصير مزراوي مقابل (15) مليون يورو فقط.
هجوم من العواجيز
رغم الحاجة الماسة لإحداث تجديد كامل في خط هجوم بايرن ميونخ، إلا أن هاري كين وجد نفسه مجبرًا على اللعب في المناطق الأمامية، محاطًا بثلاثة لاعبين انتهت صلاحيتهم على الإطلاق، وهم توماس مولر، سيرج غنابري، وليروي ساني.
بايرن ميونخ أراد كثيرًا التخلص من ساني وغنابري، وكانت واحدة من أبرز خطط المدرب السابق توماس توخيل، إحداث حالة من التبديل الكامل في خط الهجوم، لكن جلب كومباني المغمور دفع الأخير للموافقة على اللعب بما هو متاح من لاعبين، والنتيجة أداء هجومي متواضع في مواجهة برشلونة.
بديل مانويل نوير
على الرغم من أدائه المذهل في بعض المباريات، إلا أن أخطاء مانويل نوير ما زالت تتواصل بصحبة بايرن ميونخ، مما يؤكد أن الحارس الأسطوري يعيش أيامه الأخيرة في مسيرته، والبحث عن بديل هو أمر حتمي، لكن إدارة العملاق البافاري تتجاهل هذا الأمر.
مانويل نوير الذي تجاوز حاجز الـ (38) عامًا، ارتكب العديد من الهفوات أمام برشلونة، وكان قريبًا من التسبب بهدف كارثي أمام لامين يامال، أما تمريراته فوجهت طريقها صوب مهاجمي النادي الكتالوني، عوضًا عن لاعبي العملاق البافاري.
لا تبدو المشكلة في اعتماد بايرن ميونخ على مانويل نوير أساسيًا حتى الآن، لكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم وجود حارس مرمى بديل في تشكيلة هذا الموسم، والاكتفاء بحضور زفن أورليتش كحارس على مقاعد الاحتياط، والذي يبلغ هو الآخر من العمر (36) عامًا.