حقق الأهلي المصري حامل اللقب انطلاقة قوية ومقنعة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بعودته بفوز ثمين من أرض منافسه جورماهيا الكيني بثلاثية نظيفة، اليوم الأحد، لحساب ذهاب الدور التمهيدي الثاني الخاص بالمسابقة الأهم قاريًا.
ووجّه العملاق القاهري إنذارًا مبكرًا شديد اللهجة لجميع منافسيه الكلاسيكيين في البطولة القارية وأولهم وصيفه في النسخة الماضية، الترجي الرياضي التونسي، مؤكدًا عزمه ونواياه المتجددة لحصد لقب البطولة، التي يحمل الرقم القياسي للتتويج بها (12 مرة)، والذي حلّ وصيفًا لحاملها في 5 مناسبات.
وعلى الرغم من أنّ الأهلي المصري يترقب في هذا الموسم منافسة شرسة متجددة كحال المواسم الماضية، فإنّه سيبقى من المرشحين المفضّلين لإضافة لقب جديد في رصيده، لا سيما أنه قادم من موسم ناجح ضمّ خلاله اللقب القاري للقب المحلي، بعد أن توّج بمسابقة الدوري المصري في الموسم الماضي للمرة الـ44 في تاريخه.
الأهلي المصري يجهز على جورماهيا في وقت قياسي
على ملعب نيايو الوطني، أعطى “المارد الأحمر” دليلًا ملموسًا مبكرًا على عملقته القارية بتوقيعه على سيناريو مثالي، بعد أن نجح في هز شباك أهل الدار في مناسبتين وفي توقيت قياسي.
ولم يمهل الأهلي المصري مضيفه أكثر من 13 دقيقة ليفتتح باب التهديف عن طريق مدافعه المتألق رامي ربيعة، الذي تابع بذكاء داخل المنطقة عرضية حسين الشحات، أكثر اللاعبين نشاطًا في الشوط الأول وأكثرهم لمسًا للكرة (17 مرة).
هدف ربيعة الافتتاحي، لم يجعل الفريق الأهلاوي يتراخى بل على العكس، فقد دفعه سريعًا للقيام بـ”غارة هجومية” خاطفة، بدأت بافتكاك إمام عاشور لكرة من حدود المنطقة ليمنحها للمنطلق بيرسي تاو، الذي دوّن الهدف الثاني في الدقيقة (16)، مانحًا فريقه أفضل سيناريو ممكن للمواجهة.
تسجيل الأهلي لهدفين في فترة قياسية، كان كفيلًا بتغيير الإستراتيجيات في اللقاء، بين مدربي الفريقين، حيث فضّل السويسري مارسيل كولر اعتماد سياسة “الاقتصاد في الجهد” وعدم الركض كثيرًا وراء الكرة ومحاولة التعامل بذكاء مع عوامل المناخ والأرضية السيئة للملعب.
سياسة كولر بعد هدفي فريقه الافتتاحيين، سمحت للفريق الكيني بإعادة ترتيب أوراقه ومحاولة الضغط على مرمى محمد الشناوي، وهو ما حدث فعلًا، غير أنّ العشوائية والرعونة منعتا لاعبي جورماهيا من تشكيل خطر حقيقي على العرين الأحمر مع ختام الشوط الأول.
حنكة الأهلي تحسم حوار الذهاب وبطاقة التأهل “منطقيًا”
لم يشهد شوط المباراة الثاني بين الأهلي وجورماهيا الكثير من الأحداث، حيث انحصر اللعب في منطقة الوسط، وغابت المحاولات الهجومية الواضحة من الجانبين، في ظلّ اقتناع الأهلي بالنتيجة وعجز الفريق الكيني عن “إقلاق” راحة الشناوي.
وعلى الرغم من أنّ الأهلي استعمل عددًا من بدائله على الدكة على غرار محمد مجدي أفشه وطاهر محمد طاهر، علاوة على ترك الاستحواذ لجورماهيا ومنحه المساحات إلى حد ما، غير أنّ “قلة الحيلة” هجوميًا لدى الأخير، لم تسمح له بتغيير واقع النتيجة، بل المارد الأحمر أطلق رصاصة الرحمة على الكينيين في عقر دارهم بهدف ثالث حمل توقيع الجنوب أفريقي تاو الذي استغلّ عملًا فرديًا مميزًا من البديل طاهر ليسجّل ثاني أهدافه في اللقاء، وينهي المباراة بتفوّق أهلاوي يعكس الفوارق الشاسعة بين الفريقين على كافة الأصعدة.
جدير بالذكر أنّ الأهلي وبهذه النتيجة المميزة في نيروبي يكون قد قطع منطقيًا أكثر من نصف الطريق إلى دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، في انتظار أن يؤكد هذا الأمر رسميًا في لقاء العودة، السبت المقبل، على أرضية استاد القاهرة الدولي.