أكّد برشلونة استفاقته من كبوته الأخيرة في ميدان موناكو لحساب دوري الأبطال، بتخطيه عقبه مضيفه فياريال العنيد بنتيجة ثقيلة (5-1)، ضمن منافسات المرحلة السادسة من الدوري الإسباني، وفي ليلة “نغّصها” الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، الذي تعرّض لإصابة خطيرة وغادر الملعب باكيًا.
ويأتي هذا الفوز على ملعب “لا سيراميكا” في توقيت مثالي لكتيبة المدرب الألماني هانز فليك، بعد سقوطها قبل أيام قليلة على معقل “لويس الثاني” أمام موناكو (1-2)، في افتتاحية الفريقين ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، في مواجهة شنّت فيها جماهير “البلوغرانا” حملة انتقادات واسعة على قائدها تير شتيغن، التي اعتبرته أحد أسباب الهزيمة المباشرة.
وبفوزه، أجاب برشلونة على المنتقدين والمتربّصين الذين توقعوا سقوطه في ميدان “الغواصة الصفراء“، من خلال تحقيقه فوزًا معقدًا ولكنه ثمين، ليعزّز ريادته لليغا برصيد 18 نقطة، وبفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه غريمه ريال مدريد، في حين ظلّ فياريال في المركز الخامس برصيد 11 نقطة.
برشلونة والبداية المثالية
دخل النادي الكتالوني مواجهة فياريال محمّلًا بالشكوك، إثر سقوطه الأوروبي على أرض موناكو.. شكوك سرعان ما تبدّدت بهدف للقناص البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي لم يستغرق أكثر من 20 دقيقة لوضع “البارسا” في المقدمة باستثمار مثالي، لتمريرة رائعة من بابلو توري، الذي يشارك أساسيًّا في مباراته الأولى هذا الموسم.
ورغم أنّ دفاع برشلونة الذي عرف إقحام لاعبين جديدين مقارنة بلقاء موناكو، لم يعرف الهدوء أو السكينة بسبب تهديدات نيكولاس بيبي الذي كاد يعدّل النتيجة لولا تألق تير شتيغن في الدقيقة (13)، فإنّ زملاء النجم الواعد لامين يامال تمكّنوا من إخماد حماسة الجماهير المحلية بهدف ثان جديد، من توقيع “ليفا” في الدقيقة (35).
هدف كان من المفترض أن يسهم في إحباط لاعبي فياريال، ولكن ذلك لم يحصل، حيث تمكّن أيوزي بيريز من تذليل الفارق بالهدف الأول، مستغلاً هجمة خاطفة قادها الإيفواري بيبي في الدقيقة (38).
تير شتيغن يصدم جماهير “البارسا”
ومع اقتراب نهاية الشوط الأول لمصلحة برشلونة، حلّ موعد الخبر الصادم الذي تمثّل في تعرض الحارس تير شتيغن لإصابة تبدو خطيرة على مستوى الركبة، أجبرته على مغادرة ملعب المباراة على نقالة وهو يذرف الدموع، في تلميح مبدئي لمدى خطورة الإصابة.
وجاءت إصابة الحارس الألماني بعد مباراة رائعة قدّمها أمام “الغواصات”، حيث وقف سدًّا منيعًا أمام محاولات أيوزي بيريز، ولا سيما نيكولاس بيبي الذي أهدر فرصة التعادل قبل نهاية الشوط، بعد تصدّ إعجازي من تير شتيغن.
قطار برشلونة يدهس كل من يعترض طريقه
بعد أحداث كثيرة مثيرة في الشوط الأول، عاد برشلونة في الشوط الثاني بعزيمة أقوى لإتمام المهمة سريعًا، ونجح فعلًا في توقيع الهدف الثالث مع مطلع الدقيقة (58) بتسديدة من المميز بابلو توري، أحد أبرز لاعبي اللقاء.
ثم أتيحت الفرصة لليفاندوفسكي ليزيد غلة برشلونة ورصيده التهديفي بهدف جديد، غير أنه فشل في تسجيل ركلة جزاء، بعد أن اصطدمت تسديدته بالقائم في الدقيقة (67)، ثم أجاب فياريال سريعًا وتحديدًا بعد ذلك بدقيقة بهدف من رأسية لتييرنو باري، قبل أن يلغيه الحكم بعد العودة إلى تقنية “الفار”.
وفي الدقيقة (75 والـ85)، جاء الدور على البرازيلي رافينيا الذي قام بعرضه الخاص، للإجهاز على أصحاب الأرض بالهدفين الرابع والخامس تواليًا، والذي حسم أمر النقاط الثلاث لمصلحة برشلونة، ومنح المدرب فليك فرصة للقيام بالتدوير، بإقحام بعض البدلاء، حتى حلول موعد صافرة النهاية.
وتمكّن برشلونة بهذا الفوز من تكريس نفسه “عقدة” لفياريال، حيث لم ينهزم على أرضية الأخير في آخر 16 زيارة لملعبه (باحتساب مباراة اليوم)، حيث حقق الفوز في 12 مباراة وتعادل في أربع فقط.