حقق ريال مدريد فوزه الرابع على التوالي وذلك بعدما هزم ضيفه ديبورتيفو ألافيس بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي أجريت بين الفريقين على ملعب سانتياغو برنابيو ضمن الجولة السابعة من الليغا.
وتقدم الريال بهدف مبكر قبل أن تمر الدقيقة الأولى بجهود لوكاس فاسكيز قبل أن يعزز مبابي التقدم بهدفٍ ثانٍ في الشوط الأول ثم رودريغو بهدفٍ ثالثٍ في الشوط الثاني الذي شهد دقائق أخيرة مثيرة بعدما سجل ألافيس هدفين متأخرين عبر كارلوس بينافيديز وكيكي غارسيا.
ريال مدريد مثالي
كل شيء كان مثاليًا في ريال مدريد في الساعة الأولى على الأقل. هدف أول سريع جدًا بعدما توغل فينيسيوس جونيور سريعًا عبر الأطراف في لقطة شاهدناها كثيرًا هذه الليلة ليمرر إلى لوكاس فاسكيز القادم من اليمين، وهي لقطة شبيهة إلى حدٍ ما هي الأخرى بهدف فيديريكو فالفيردي في مرمى أتالانتا.
ويستفيد لاعبو ريال مدريد في تلك المباريات من الحرية التي يمنحهم إياها مدربهم كارلو أنشيلوتي، فلا يمكن تصور دخول فاسكيز لمنطقة الجزاء في الدقيقة الأولى دون أن يشعر بالاطمئنان لهذا القرار والدعم من مدربه له.
لكن على كلٍّ، فإن مثالية ريال مدريد كانت واضحةً في الشوط الأول، فالفريق يجهض تمامًا أي محاولة من ألافيس للنفاذ إلى نصف ملعبه، فيما بدا نفس الانسجام الذي كان عليه في مباراة إسبانيول واضحًا بين عناصره الهجومية.
برهن فينيسيوس جونيور أنه لم يكن حجرَ عثرةٍ أمام هذا الانسجام، بعدما تجلت بعض الأصوات التي تُقرِن هذا الانسجام في لقاء إسبانيول بغياب النجم البرازيلي.
لكن الحقيقة هي أن الانسجام يرجع إلى تعاقب المباريات وكذلك لإعادة ترتيب بعض الأمور في صفوف الريال دون نسيان الضعف النسبي لإسبانيول وألافيس مقارنةً بمنافسين آخرين بطبيعة الحال، ولا بد من حكم أدق على حالة النادي الملكي الجيدة جدًا من بعد لقاء شتوتغارت السيئ، عندما يعود الميرينغي لمواجهة منافسين أقوى ولأكثر من مباراة.
أخيرًا بيلينغهام اقتنع!
سبب من أسباب تحسن مستوى ريال مدريد الجماعي ربما يعود إلى اقتناع بيلينغهام بتغير دوره في الفريق، فاللوس بلانكوس صاروا يمتلكون رأس حربة والأدوار التي كان بيلينغهام يؤديها في منطقة الجزاء لم تعد مطلوبة بنفس الكثافة.
بل إن بيلينغهام صار مطلوبًا أكثر كلاعب وسط حقيقي وليس لاعبًا ينطلق إلى منطقة الجزاء بمجرد تسلم الريال للكرة في نصف ملعب المنافس مطمئنًا إلى فكرة وجود ثلاثي وسط يحمل مهام هذا الخط بكفاءة، خاصةً عندما يكون توني كروس واحدًا منهم ويُضاف إليه لوكا مودريتش أحيانًا.
اليوم كثيرًا ما شاهدنا بيلينغهام يتراجع إلى الخلف ليتسلم هو الكرات من قلبي الدفاع أو مباشرةً من تشواميني بدلًا من لجوء الأخير إلى الظهيرين، وبحد أقصى لفالفيردي.
كذلك كان بيلينغهام حاضرًا في أثناء عملية تدوير الكرة حول منطقة جزاء ألافيس، وصحيح أنه قد نشط في منطقة الجزاء كذلك إلا أنها لم تكن الغاية المستمرة للدولي الإنجليزي اليوم.
إعادة إنتاج كريم بنزيما؟
وإن كان تمركز بيلينغهام الجديد قد حسّن من مستوى وسط الريال، فإن هناك تمركزات جديدة لكيليان مبابي تبدو واضحة منذ مباراة إسبانيول. فالدولي الفرنسي لم يعد رأس حربة صريحًا يتحرك إلى الأطراف بحد أقصى، بل شاهدناه في المباراتين الأخيرتين يتراجع إلى الخلف ويشارك خط الوسط في تناقل الكرة، هاربًا من الرقابة ثم عائدًا إليها من جديد؛ لكن بزخمٍ وسرعةٍ وفهم أكبر، حيث تظهر الثغرة بفضل مواجهته للمرمى بوجهه وليس بظهره.
لذلك سجل مبابي بهذه الطريقة اليوم، وكاد أن يسجل أمام إسبانيول من تناقل رائع للكرة انتهى بتمريرة رائعة من غولر بالرأس إلى مبابي المندفع أضاعها؛ لكنه لم يضيّعها اليوم، تحديدًا هذه المرة بعد تفاهم مميز بينه وبين بيلينغهام.
هل يمكن تعزيز هذه الفكرة فيما هو قادم؟ الفكرة جديرة بالاستمرار في انتهاجها مع انتظار منافسين أقوى كذلك.
تراخٍ مُبرَّر!
هل يمكنك لوم أنشيلوتي على تبديلاته واسترخاء فريقه؟! في 100 مباراة يحدث فيها هذا الشكل تمر 99 منها دون هذا السيناريو؛ لكن مباراة ألافيس كانت الاستثناء.
بحسبة ديربي مدريد، فمن الصعب لوم أنشيلوتي، لأن الريال كان متقدمًا بثلاثية خالصة على أرضه أمام منافس شبه مترنح، وهي فرصة أتت لكارليتو كي يمنح الأساسيين فرصة للراحة خلال الموسم الطويل.
لكن ما حدث قد حدث، واشترك إندريك ليؤدي جيدًا رغم نجاته من طرد مستحق، فيما كان اشتراك مودريتش ليتنفس ألافيس في وسط الملعب مع اشتراك فاييخو كارثةً على دفاع ريال مدريد.
في نهاية الأمر، فاز الريال لكن بعدما حبس أنفاس جماهيره، فكورتوا لم يكن خارقًا بما فيه الكفاية هذه المرة لإيقاف روعة تسديدات ألافيس، لكن الأهداف الثلاثة كانت كافية لحصد النقاط الثلاثة.