كانت إنجلترا قاب قوسين أو أدنى في السنوات الأخيرة من إنهاء الصيام الذي دام طويلاً عن معانقة لقب كبير، كان آخرها قبل أشهر قليلة عندما وصلت لنهائي يورو 2024، لكنها تجرعت هزيمة مُرّة على يد إسبانيا، ما وضع حدًا لمسيرة ساوثغيت، لتبدأ التكهنات بعدها عن إمكانية الاستعانة بالإسباني بيب غوارديولا.
مرت 3 أشهر منذ ذلك الحين وإعلان غاريث ساوثغيت رحيله، وكانت العروض الأخيرة رغم انتصارات منتخب إنجلترا كافية للتأكيد بأن بديله والمدرب المؤقت لي كارسلي ليست لديه خبرة في إدارة اللاعبين ذوي الخبرة من المستوى الأعلى، بعد أن جاء من منتخب الشباب.
مع صعود نجم لاعبين مثل جود بيلينغهام وهاري كين وديكلان رايس، فشل ساوثغيت في دمجهم معًا مع مواهب أخرى مثل فيل فودين، أو جاك غريليش، أو كول بالمر في وحدة هجومية متماسكة، ولم ينجح في صنع فريق جيد من لاعبين جيدين.
الخيار الأنسب لحل أغرب معضلة في كرة القدم
عندما نبحث عن خليفة يتولى إتمام ما بناه ساوثغيت وينقل الفريق إلى المستوى المطلوب للتغلب على إسبانيا وفرنسا وإيطاليا من خلال اللعب، وليس من خلال البراغماتية أو محاولة خنق الخصم، فإن إنجلترا تحتاج إلى شخص يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء الكروي؛ ويفضل أن يكون شخصًا لديه سجل حافل بالفوز بالألقاب والذي من شأنه أن يحظى باحترام اللاعبين على الفور.
الاسم الأبرز حاليًا هو بيب غوارديولا، الذي بات يعرف الكرة الإنجليزية عن ظهر قلب، وينتهي عقده في الصيف المقبل. غوارديولا قال في أغسطس/ آب عندما سُئل عن إنجلترا التي لم يكن لديها مدرب آنذاك: “يتعين علي أن أقرر ما أريد أن أفعله بحياتي. هل أريد الاستمرار هنا؟ أو أخذ قسط من الراحة؟ المنتخبات الوطنية أم لا؟ أشياء كثيرة. حسنًا، هذا ليس رفضًا”.
مع الكشف عن رحيل مدير كرة القدم في مانشستر سيتي تكسيكي بيغيريستين، الرجل المقرب من غوارديولا، فهذا قد يكون إشارة على أن وقت غوارديولا قد انتهى في السيتي.
غوارديولا قد يغريه التحدي المتمثل في حل واحدة من أصعب معضلات كرة القدم العالمية وهي قيادة إنجلترا إلى أول بطولة لها منذ ما يقرب من ستة عقود.
وغوارديولا نفسه يحب هذه التحديات، فقد تم الإعلان عن غوارديولا مديرًا جديدًا لبايرن في وقتٍ احتل فيه الفريق المركز الثالث والثاني محليًا في الموسمين السابقين. واحتل مانشستر سيتي المركزين الثاني والرابع في العامين السابقين لانتقاله إليه. هذا هو تاريخ المدير الذي يحب فكرة أخذ فريق جيد ولكن غير كامل وجعله بطلاً.
هذا بالضبط هو حال منتخب الأسود الثلاثة. لقد وصلت إنجلترا إلى النهائي مرتين في آخر ثلاث بطولات كبرى شاركت فيها، لذا فهي لا تحتاج إلى ثورة أيضًا.
تاريخ المدرب الأجنبي مع المنتخبات الوطنية يهدد غوارديولا
حسب شبكة ذا أثلتيك فإن مسار المدرب الأجنبي الذي يقود بلدًا إلى المجد في البطولات القارية ليس طريقًا مألوفًا. فكل المدربين الفائزين بكأس العالم جاؤوا من نفس البلد الذي حقق الكأس، ومن بين 17 بطولة أوروبية “اليورو”، فاز أوتو ريهاغل (الألماني) فقط باللقب مع دولة أخرى، وهي اليونان في عام 2004.
ومن بين 19 نسخة من بطولة كوبا أمريكا منذ منتصف السبعينيات، عندما أعيدت تسمية البطولة القارية لأمريكا الجنوبية، توج بها 17 مدربًا محليًا، باستثناء تشيلي في عامي 2015 و2016 عندما كانا تحت قيادة الأرجنتيني خورخي سامباولي والإسباني المولود في الأرجنتين خوان أنطونيو بيزي على التوالي.
كأس الأمم الأفريقية هي الاستثناء الواضح، إذ إن 17 فقط من أصل 34 مدربًا فائزًا بالبطولة ينحدرون من البلد المعني. فهل يكسر غوارديولا هذه المعضلات مع المنتخبات الوطنية بقيادة إنجلترا لمجد غائب طال انتظاره؟! أو بالأحرى أغرب معضلة في كرة القدم.