قدم روبرت ليفاندوفسكي درسًا رائعًا للاعب أصغر منه بـ10 سنوات وهو كيليان مبابي في كيفية إنجاز المهاجم لمهمته، سواء في التمركز وكسر مصيدة التسلل وفي تسجيل الأهداف، وذلك في فوز برشلونة الساحق (4-0) على ريال مدريد في معقل الأخير في الدوري الإسباني.
كان هذ أول كلاسيكو لمبابي الذي كان لديه سجل لائق ضد برشلونة في دوري أبطال أوروبا عندما كان في باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث سجل 6 أهداف ضدهم في أربع مباريات.
لكن في الجانب الآخر كان أداء ليفاندوفسكي رائعًا طيلة المباراة، حيث سجل هدفيه بشكل رائع، وقام بالجهد الكافي كمهاجم كبير، أما مبابي، فقد كان سيئًا للغاية، إذ أخطأ في توقيت انطلاقاته لكسر مصيدة التسلل، والأسوأ أنه كان يتجول في الملعب كثيرًا عندما لم تكن الكرة بحوزة ريال مدريد، وللغرابة أن المهاجم المخضرم هو من يكافح والمهاجم الشاب الصغير ذو الطاقة يلعب كمشاهد!
رقم قياسي في حالات التسلل ضد كيليان مبابي
قبل هذه المباراة وفي 10 مباريات سابقة وقع ريال مدريد في التسلل 12 مرة فقط وهو ثالث أقل رقم في الليغا، وفي مواجهة برشلونة وخلال 90 دقيقة، وقع لاعبو الملكي في الرقم نفسه.
كان تكتيك برشلونة واضحًا، كيف تتعامل مع سرعة مبابي، ضعه في التسلل. في الأخير وقع كيليان في التسلل بمفرده 8 مرات وهذا هو أكبر رقم للاعب يقع في مصيدة التسلل في مباراة واحدة منذ آخر 14 عامًا على الأقل في الليغا، كما يوضح الجدول أدناه، منذ عام 2010 في الدوري الإسباني بالتحديد.
اللاعب | الخصم | التاريخ | عدد حالات التسلل |
كيليان مبابي | برشلونة | 2024-10-26 | 8 |
جوناثان | أتلتيك بلباو | 2015-05-17 | 8 |
كريم بنزيما | إيبار | 2018-11-24 | 7 |
فلورو فلوريس | ديبورتيفو دي لاكورونيا | 2012-09-16 | 7 |
بلغ الأمر ذروته عندما ألغي الهدف الذي سجله اللاعب الفرنسي، وبدلاً من أن ينجح كيليان مبابي في ضبط نفسه مع آخر مدافع لبرشلونة، كان يهدر مجهود زملائه، لكن هناك سؤال مهم، لماذا وقع في هذا الكم الكبير من التسللات؟
لماذا وقع كيليان مبابي في هذا الكم الكبير من التسللات؟
الأمر يتعلق بـ3 نواحي، حركة المهاجم، وتوقيت خروج الكرة، وإجادة الدفاع في فرض المصيدة. إن نظرنا لحركة مبابي فهي سيئة فهو يتحرك بشكل سيئ ويضع نفسه في موقف التسلل مبكرًا، ولاعبو ريال مدريد كانوا يتأخرون في خروج الكرة، وفي الوقت نفسه أجاد التنظيم الدفاعي لبرشلونة لأنهم يتدربون عليه كل أسبوع مع فليك وهذه طريقتهم.
الأمر الآخر أن مبابي لم يلعب كثيرًا أمام هذا الأسلوب من الدفاع المتقدم واللعب على مصيدة التسلل في منتخب فرنسا أو باريس سان جيرمان، حيث تلجأ الفرق الفرنسية للدفاع المتأخر أو الرقابة رجل لرجل، إضافة للسبب الآخر وهو مركزه وهذا ما نشرحه في الفقرة التالية.
المعروف أن هناك فارقًا بين اللعب كجناح واللعب كمهاجم صريح، فيما يتعلق بحركة المهاجم، فمبابي لا يستطيع الإجادة في مركز المهاجم مثلما يلعب على الرواق الأيسر، فحركة المهاجم الصريح تتطلب تشريحًا جسديًا معينًا وحركة معينة لكسر مصيدة التسلل، ومبابي ليس معتادًا عليها.
الهدف الأول الذي سجله ليفاندوفسكي يوضح حالة نموذجية في كيفية ضرب مصيدة التسلل في حركة الجسد وضبط النفس على آخر مدافع للخصم، وأيضًا كما ذكرنا فإن السبب هو أن ليفاندوفسكي يتدرب على هذا النظام مع فليك أسبوعيًا ولأنه مهاجم متمرس وليس جناحًا مثل كيليان مبابي.