سقط الزمالك على يد سموحة بهدف دون رد في الجولة 21 من الدوري المصري الممتاز على ملعب برج العرب في الإسكندرية، ليحقق سموحة أول انتصار على الزمالك منذ عامين.
ورفع سموحة رصيده بعد فوزه الثالث تواليًا لـ 31 نقطة في المركز الخامس من 20 مباراة، فيما توقف رصيد الزمالك عند 24 نقطة في المركز الثاني عشر من 15 مباراة. وتعد هذه الهزيمة الثالثة للفارس الأبيض مع المدرب الحالي جوزيه غوميز والثانية له في الدوري المصري عقب السقوط على يد الجونة في ملعب الأخير.
تغييرات بالجملة مرة أخرى
مرة أخرى يواصل جوزيه غوميز عادته في إجراء التغييرات بالجملة على تشكيلات الزمالك، فبعد أن فاجأ الجميع بعدم اللعب برأس حربة صريح أمام البنك الأهلي، عاد وبدأ مباراة الليلة بتغييرات عديدة.
البعض يفسر ذلك بأنه يقوم بإراحة عناصره الأساسية قبل نهائي بطولة كأس الكونفيدرالية، لكن من يقرأ في تاريخ جوزيه غوميز سيعرف أنه أكثر مدرب يقوم بالتدوير.
يكفي أن نقول أنه في أول 9 مباريات له مع الزمالك قام بتغيير تركيبة وسط الملعب 14 مرة، وبالتأكيد لم يكن لاعبو الزمالك يعانون إجهادًا. ويكفي أن نقول إنه في نصف موسم مع ألميريا أجرى 118 تغييرًا على تشكيلاته في نصف موسم فقط.
الأمر لا يتعلق بإراحةٍ وتدويرٍ وحسب، فالأهلي يشرك لاعبيه الأساسيين وهو لديه مواجهة أمام الترجي في ظروف مشابهة للزمالك الذي يتأهب لخوض نهائي الكونفيدرالية.
ثغرة أظهرة الزمالك
بدأ الزمالك المباراة بمحمد شحاتة في مركز الظهير الأيمن وهو في الأصل لاعب وسط، وإبراهيما نداي وهو في الأصل جناح ويتم استخدامه مؤخرًا كظهير أيسر.
إن راجعنا حالات فرص سموحة فهي جاءت عبر ظهيري الزمالك.
هدف سموحة جاء خلف إبراهيما نداي، الذي لا يعرف واجبات مركزه، وهذا ظهر في أنه لم يقم بالتكملة مع لاعب سموحة الذي أحرز الهدف، لو كان ظهيرًا أو مدافعًا لكان عرف أنه يجب عليه مواصلة الركض.
أمّا محمد شحاتة فقدم ومضات جيدة في بداية المباراة وعرضية جيدة وأظهر نشاطًا وحيوية؛ لكنه في الشوط الثاني انكشف بشكل صارخ، لدرجة أن هناك انفرادين لسموحة أتيا من جبهة شحاتة عن طريق محمد سعيد البديل الذي لجأ إليه أحمد سامي ليلعب على شحاتة نفسه.
محمد شحاتة لا يعرف واجبات مركزه لدرجة أنه ذهب ليعطي الكرة إلى حارس سموحة الهاني سليمان لمنعه من إضاعة الوقت وترك مساحة خلفه وهو ما تفطن له حارس سموحة الذي استغل حصوله على الكرة ليخلق فرصة من جهة شحاتة مستغلًا ابتعاد الأخير عن تغطية مركزه، وفي لعبة أخرى، كانت هناك رمية تماس لسموحة، وخرج شحاتة من مركزه “بشكل غريب” ولُعبت الكرة من خلفه.
تفصيل بسيط جعل محمد شحاتة يظن بأنه لاعب وليس ظهير جنب. فمن يقوم بعملية إعادة الكرة للحارس يكون المهاجم وليس المدافع ولا لاعب الوسط الذي يتحتم عليه ألا يترك مركزه بهذا الشكل. كل هذا ليس بسبب محمد شحاتة أو نداي، بل بسبب من وظفهما بهذا الشكل.
الزمالك، مع سعيه للاستحواذ، لا يزال يعاني في مواجهة الفرق السريعة في التحولات الهجومية، وهو ما حدث كثيرًا؛ إذ بدا من طريقة لعب الفريق اليوم كما لو أنه لم يدرس أسلوب سموحة في اللعب على الكرات السريعة، فالحارس الهاني سليمان نفسه يلجأ للعب كرات مباغتة بالقدم أو اليد (منها انفراد قاتل في الدقائق الأخيرة) ولم يقم أي لاعب من الزمالك حتى بمحاولة منعه.
افتقاد الزمالك لأجهزة القياسات البدنية
في بداية الموسم وحتى الآن تعرض الكثير من لاعبي النادي القاهري لإصابات عضلية وإجهاد، وذلك لأن الزمالك لا يمتلك أجهزة “الجي بي إس” الخاصة بالقياسات البدنية.
هذه الأجهزة باتت الآن جزءًا لا غنى عنه في تدريبات الفرق، وهناك فرق أقل من الزمالك تمتلك هذه الأجهزة مثل الجونة وإنبي، لأنها تعطي بيانات وأرقامًا عن الحالة البدنية لكل لاعب، والمجهود الذي قام به من ركض وما إلى ذلك، والحِمل التدريبي، ومَن تَجِب إراحته ومتى يجب الاستمرار به.
اتضح خلال المباريات الماضية سقوط الكثير من اللاعبين بدنيًا بسبب الإجهاد، لكن كيف سيعرف المدرب ذلك دون هذه الأجهزة؟ في النقطة السابقة تحدثنا عن الأهلي وأنه يشرك لاعبيه الأساسيين بشكل طبيعي وذلك لأن مارسيل كولر بهذه الأجهزة يعرف كل القدرات البدنية للاعبيه ويعرف إمكانياتهم بشكل علمي ومدروس، وهو الأمر الذي لم يتوفر بعد لدى الفارس الأبيض.