توج السد بطلًا لكأس أمير قطر، بعد الفوز على نادي قطر بهدف نظيف جاء في الوقت القاتل من الشوط الإضافي الثاني للمباراة النهائية التي أقيمت على ملعب استاد المدينة التعليمية المونديالي، في مواجهة تكررت بين الفريقين للمرة الثالثة في نهائي البطولة.
وبهذا يتوج السد باللقب للمرة الـ19 في تاريخه، ليبتعد بصدارة أكثر الأندية تتويجًا، بفارق 11 لقبا أمام العربي، أقرب ملاحقيه، كما نجح السد في تحقيق ثنائية الدوري والكأس للمرة الثانية في آخر 4 مواسم.
وأكمل السد آخر 10 دقائق تقريبًا في اللقاء بـ10 لاعبين فقط، بعد طرد نجمه أكرم عفيف؛ لكن لاعب الوسط أوريبي انسل داخل منطقة الجزاء وتابع انطلاقة رائعة من البديل ميغيل بيدرو بتسديدة من داخل منطقة الجزاء سكنت شباك العباسي حارس مرمى قطر.
وأصبح مدرب السد وسام رزق خامس مَن يتوج بالبطولة لاعبًا ومدربًا، فيما أصبح قائد السد حسن الهيدوس أكثر لاعب يتوج بأغلى الكؤوس، بعد فوزه باللقب للمرة السابعة.
تفوق ساحق للزعيم
المباراة شهدت تفوقًا ساحقًا للسد في كل شيء، وبكافة الأرقام، بل إن الحظ وقف ضده عندما تصدى القائمان والعارضة لـ 3 محاولات من السد في المباراة.
استحوذ رفاق حسن الهيدوس على الكرة في 70% من المباراة، مقابل 30% فقط لنادي قطر الذي لعب خلف الكرة وحاول جر المباراة إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح التي ابتسمت له في المباراتين الماضيتين.
لمس رجال وسام رزق الكرة داخل منطقة جزاء قطر 45 مرة، مقابل 16 فقط مرة للاعبي قطر، وهو ما يؤكد على مدى الشراسة الهجومية التي كان يتمتع بها السد.
تألُّق السد جاء رغم أن نجمه أكرم عفيف لم يكن في أفضل مستوياته، بسبب تعرضه للرقابة دائمًا من أقرب لاعب بجانبه، لكن ذلك وفر المساحات للآخرين في التحرر.
إن نظرنا إلى الأرقام الهجومية؛ فسنجد أن المباراة شهدت 23 تمريرة مفتاحية (فرصة)، كما توضح الصورة أعلاه، 16 منها كانت للسد و7 فقط كانت لقطر، وهو ما يوضح كيف كانت الهيمنة للسد.
فرص السد جاءت عبر 8 لاعبين مختلفين، أما فرص قطر فجاءت عبر 4 لاعبين. أكثر من صنع الفرص وقدم التمريرات المفتاحية كان غونزالو بلاتا (السد، 5)، وباولو أوتافيو (السد، 3)، أكرم عفيف (السد، 3).
نادي قطر.. فشل الخطة الواحدة
لا شك أن التفوق الفني كان يميل لصالح السد، وكما ذكرنا في معرض التحليل قبل المباراة ركز نادي قطر على تحييد فاعلية أكرم عفيف، واللعب خلف الكرة، ومحاولة جر المباراة للأشواط الإضافية وركلات الترجيح التي تفوقوا فيها في الوصول لهذا الدور.
الحظ خدم نادي قطر في الكرات التي ضربت القائمين والعارضة، لكن الفريق سقط أمام ضغط الزعيم الذي لعب منقوصًا بسبب التفكير فقط في التراجع وفي الوصول لركلات الترجيح.
تمريرة واحدة فقط لميغيل، تضرب 3 لاعبين على الأقل من قطر
سدد فريق قطر 7 مرات على المرمى، 5 منها كانت عن طريق المهاجم يوهان بولي، الذي لم يجد مساندة من الوسط بسبب التركيز فقط على الدفاع، وهو ما جعل لاعبي منتصف ميدان الفريق لا ينشطون هجوميًا بالقدر الكافي.
لكن الهدف القاتل يظهر وقوع خطأ مركّب كبير من أكثر من لاعب. فدخول بيدرو ميغيل على الرواق الأيمن للسد كان معناه أن مدرب السد يريد الضغط الهجومي من هذا الجانب بظهير قوي بطابع جناح.
وكما توضح الصورة أعلاه فإن هناك 3 لاعبين على الأقل من نادي قطر وقفوا على خط واحد ليخترق ميغيل من خلفهم ويطلب الكرة التي جاء منها هدف الفوز، في خطأ غريب في كرة القدم باللعب على خط واحد وترك مساحات في الخلف أمام لاعب هجومي.