شهدت مباراة النادي الرياضي القسنطيني واتحاد العاصمة المؤجلة عن المرحلة الـ24 من الدوري الجزائري للمحترفين، الاثنين 3 يونيو، أعمال شغب خطيرة واجتياح جماهير النادي المحلي لأرضية ملعب الشهيد حملاوي في صور أعادت إلى الأذهان عودة شبح العنف والشغب إلى الملاعب الجزائرية.
وتعادل النادي القسنطيني مع ضيفه اتحاد العاصمة بنتيجة هدف لمثله (1-1)، ليفوّت على نفسه فرصة الانفراد بوصافة جدول ترتيب الدوري الجزائري للمحترفين، والاقتراب من هدف التأهل إلى مسابقة دوري أبطال إفريقيا الموسم المقبل، حيث بات يملك في رصيده 49 نقطة مناصفة مع شباب بلوزداد، ما يقلّص حظوظه في تحقيق هدفه الموسمي، بعد تفريطه في نقاط هذه المباراة المهمة.
وكان النادي المحلي افتتح باب التسجيل في الدقيقة 58 من المباراة عن طريق لاعبه، ميلود ربيعي، قبل أن يدرك نادي اتحاد العاصمة التعادل في الوقت بدل الضائع من اللقاء (90+1)، بواسطة مهاجمه المالي، كوناتي، وسط صدمة جماهير الفريق المحلي ولاعبيه.
جماهير النادي القسنطيني تجتاح الملعب
واجتاحت جماهير النادي القسنطيني ملعب الشهيد حملاوي مباشرة بعد الصافرة النهائية للمباراة، لغضبها من النتيجة وتفويت فريقه لفرصة الاقتراب من هدف المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، وقام المشجعون الغاضبون بتحطيم كراسي الملعب ورميها إلى أرض الملعب مع تخريب بعض المرافق، في صور وفيديوهات تم تناقلها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي.
وقامت جماهير الفريق المحلي الغاضبة بالاشتباك مع جماهير نادي اتحاد العاصمة التي تنقلت إلى الملعب، وقامت برشقها بالكراسي ومختلف المقذوفات الأخرى، ما حول ملعب الشهيد حملاوي الذي تم تجديده كليّا بمناسبة تنظيم الجزائر لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين شهر يناير من عام 2023، إلى خرّاب وكأن إعصارا من الدرجة الخامسة مرّ من هناك.
وكادت أعمال الشغب أن تأخذ أبعادا أكثر خطورة لولا تدخل مصالح الأمن، الذين حاولوا احتواء الوضع، خاصة بعد أن انتقلت عدوى الشغب إلى خارج الملعب وبالشوارع المحيطة به.
تكرر مقلق لأعمال الشغب والتخريب في الدوري الجزائري
وشهدت بعض مباريات الدوري الجزائري للمحترفين خلال موسم 2023-24 بعض أعمال الشغب والتخريب، ما أثار استياء العديد من الجزائريين ومسؤولي كرة القدم الجزائرية، لا سيما أن أعمال التخريب طال الملاعب الجديدة، والتي تم تدشينها أو تهيئتها من جديد منذ فترة وجيزة فقط.
وتلقي فئة كبيرة من الجزائريين باللائمة على أشباه المشجعين، الذين يلجأون إلى العنف والشغب خلال مباريات دوري المحترفين، ما يشوّه سمعة أنديتهم وكرة القدم الجزائرية، داعين إلى تشديد العقوبات على المشاغبين لردعهم عن مثل هذه التصرفات.
وفاة مشجع لمولودية الجزائر قبل أيام بسبب الشغب
وكانت الأيام القليلة الماضية عرفت وفاة مشجع نادي مولودية الجزائر، ياسين صغيري، بعد أن مكث في المستشفى لمدة تجاوزت الشهر، عقب تعرضه لاعتداء في أعمال شغب أعقبت مباراة نجم مقرة ومولودية الجزائر، يوم 19 ابريل الماضي، لحساب الجولة الـ23 من الدوري الجزائري للمحترفين، ودخل المشجع صاحب الـ19 عاما في غيبوبة بسبب إصابات خطيرة في الرأس والرئة قبل أن يفارق الحياة، يوم 22 مايو/ ايار الماضي.
ورغم أن حادثة وفاة مشجع مولودية الجزائر خلفت موجة حزن واستياء واسعة في محيط كرة القدم الجزائرية، وتفاعل معها أندية ونجوم الدوري الجزائري للمحترفين على نطاق واسع من خلال توجيه رسائل لنبذ العنف في الملاعب، إلاّ أنّها لم تكن كافية على ما يبدو لوضع حاد لهذه الظاهرة الخطيرة التي تعكر صفو الدوري الجزائري.