شهد عشاق الكرة الأوروبية والعالمية عبر التاريخ العديد من اللحظات الخالدة التي صنعها أساطير كأس أمم أوروبا، منذ نشأتها في عام 1960 وحتى النسخة الماضية التاريخية في عام 2020، ويعد الحارس الهولندي إدوين فان دير سار أحد أبرز هؤلاء الأساطير، رغم عدم تتويجه باللقب الأوروبي.
وتستضيف ألمانيا النسخة السابعة عشرة من بطولة أمم أوروبا 2024، وهي المرة الثالثة التي تقام بها البطولة الشهيرة على الأراضي الألمانية، وهذه المرة عبر 9 ملاعب خلال الفترة من 14 يونيو/ حزيران حتى الرابع عشر من يوليو/ تموز المقبل.
يحمل المنتخبان الإسباني والألماني الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة الأوروبية، برصيد 3 ألقاب لكل منهما، لكن المنتخب الهولندي العريق وصاحب الكرة الجميلة والشاملة، اكتفى بلقب وحيد حصده عام 1988، رغم أنه ضم العديد من اللاعبين الكبار عبر تاريخه، كالحارس إدوين فان دير سار الذي سيكون محور الحلقة الثالثة من سلسلة أساطير كأس أمم أوروبا، التي يقدمها لكم موقع winwin.
بداية الظهور في يورو 2000
بدأ الحارس الهولندي إدوين فان دير سار مشواره في منافسات أمم أوروبا في نسخة عام 2000، التي استضافتها بلجيكا وهولندا، وخاض أول مواجهتين مع الطواحين الهولندية، لكن الحظ العاثر تسبب في تعرضه لإصابة خلال الدقائق الأخيرة من فوز الهولنديين على الدنمارك 3-0، ليتم استبداله بالحارس الآخر ساندر ويسترفيلد خلال المواجهة الأخيرة بالمجموعة أمام فرنسا.
عاد فان دير سار للظهور من جديد في ربع النهائي، لكنه خرج بديلًا مرة أخرى في الدقيقة 65، تاركًا منتخب بلاده الهولندي يتقدم بنتيجة 4-0، ثم عاد للحفاظ على نظافة شباكه من جديد في نصف النهائي أمام المنتخب الإيطالي، علمًا أن الطواحين الهولندية أهدروا ركلتي جزاء في الوقت الأصلي من المباراة عبر فرانك دي بوير وباتريك كلويفرت.
ذهبت المباراة إلى ركلات الترجيح، ورغم نجاح فان دير سار في التصدي لركلة باولو مالديني، إلا أن هولندا اكتفت بتسجيل ركلة واحدة من أصل أربع ركلات مسددة، لتخسر 1-3، وتودع البطولة من دون أن يدخل مرمى فان دير سار أي هدف، لكنه خرج بصورة مفاجئة من تشكيلة البطولة المثالية لصالح الفرنسي فابيان بارتيز والإيطالي فرانشيسكو تولدو.
محاولة جديدة في يورو 2004
كان فان دير سار متحمسًا لقيادة هولندا نحو لقب أمم أوروبا في نسخة 2004 بالبرتغال، وقد أظهر قدراته الخارقة في ربع النهائي، حينما قاد الهولنديين للفوز على السويد بركلات الترجيح، بتصديه الرائع لكرة أولوف ميلبيرغ، لتفوز هولندا في النهاية بركلات الترجيح 5-4.
لكن كل شيء انتهى عبر بوابة نصف النهائي، حينما سقط منتخب هولندا أمام البرتغال 1-2، في ليلة افتتح خلالها كريستيانو رونالدو التسجيل في الدقيقة 26، وأضاف نونو غوميش الهدف الثاني للبرتغاليين في الدقيقة 58، قبل أن تقلص هولندا الفارق عبر جورج أندرادي (هدف في مرماه) في الدقيقة 63.
فان دير سار والعودة في يورو 2008
بعمر 37 عامًا، اتخذ إدوين فان دير سار قرارًا بالاعتزال دوليًا عقب يورو 2008، لذلك كان يجب على الحارس الهولندي تقديم أفضل ما لديه في آخر منافساته الكبرى رفقة الطواحين.
لقد قدم الحارس الأسطوري الذي اشتهر بمسيرة مذهلة مع مانشستر يونايتد، أداءً مميزًا في البطولة، ولم يتوقف الأمر عند حدود الملعب، حيث يعود له الفضل في إنهاء الصراع الشهير بين المهاجم رود فان نيستلروي والمدرب ماركو فان باستن.
حمل فان دير سار شارة القيادة في الفوز الرائع على إيطاليا 3-0، والفوز الكبير على فرنسا 4-1، لكن لعنة هولندا في البطولات الكبرى تواصلت بالخسارة أمام روسيا 1-3 في ربع النهائي، لتودع يورو من دون أن تتوج بلقبها الثاني.
يعد فان دير سار إلى جانب المدافع الفرنسي ليليان تورام، أكثر اللاعبين خوضًا للمباريات في تاريخ “يورو” عبر الظهور في 16 مباراة مختلفة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث يمتلك فان دير سار رقمًا مذهلًا آخر، باعتباره أكثر لاعب خوضًا للدقائق في نهائيات يورو، بواقع 1535 دقيقة لعب.