تشير بعض التقارير إلى أن برشلونة يخوض حربًا مع الوقت لمحاولة اللحاق بشرط في عقد لاعب لايبزيغ داني أولمو يسمح له بالرحيل مقابل دفع 60 مليون يورو يحصل عليها النادي الألماني، لكن ما الصفقة الأنسب لبرشلونة بين نيكو ويليامز وأولمو؟
وينص عقد الدولي الإسباني على إمكانية فسخ التعاقد مقابل دفع هذا المبلغ، لكن هذا الشرط تنتهي صلاحيته بنهاية اليوم السبت 20 من يوليو، ومن ثم تزداد الأمور صعوبة في انتقال اللاعب الذي قدم بطولة لافتة في يورو 2024 توج فيها مع منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الأوروبية للمرة الرابعة في تاريخ إسبانيا.
الأزمة المالية عائق أمام برشلونة
في الوقت الذي تحلم فيه جماهير برشلونة بإتمام الكثير من الصفقات لدعم حظوظ الفريق في المنافسة على ألقاب الموسم المقبل كافة، هناك حقيقة واقعية يحاول البعض تناسيها وتكمن في الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها النادي الكتالوني منذ عدة سنوات وهي الأزمة التي حاولت إدارة البلوغرانا التغلب عليها الموسم الماضي من خلال فكرة “الرافعات” الشهيرة والتي لبت من خلالها طلبات مدربها السابق تشافي، بينما ستكون مضطرة لإيجاد حلول جديدة لتلبية طلبات المدرب الجديد هانز فليك الذي من المؤكد أن لديه أهدافًا في سوق الانتقالات.
لذلك فإن مبلغ 60 مليون يورو المنصوص عليه في عقد أولمو أو 50 مليون يورو الشرط الجزائي لفسخ عقد نيكو ويليامز قد يبدو في المتناول للكثير من الأندية الأوروبية الكبرى، الإنجليزية كانت أو المدريدية والباريسية والبافارية، لكن الأمور لا تسير على هذا النحو في برشلونة الذي سيقضي عدة سنوات قبل أن يصير إجراء صفقات بهذه التكلفة أمرًا روتينيًا لا يستدعي كل تلك الترتيبات.
وفي الوقت الذي تشير فيه بعض التقارير إلى سباق البرسا مع الزمن، فإن تقارير أخرى تؤكد أن النادي الكتالوني لن يكون متعجلًا في هذا الصدد، فدفعه لمثل هذا المبلغ في داني أولمو أمر مستبعد والأقرب هو تجاوز الأمر ثم الدخول في مفاوضات مع لايبزيغ لتخفيض المبلغ في حدود الـ 30 مليون يورو أو محاولة انتدابه على سبيل الإعارة لتوفير المبلغ من أجل إتمام صفقة ويليامز.
داني أولمو أم نيكو ويليامز ؟
لكن في ظل تلك الأزمة، قد يبدو طرح مثل هذا السؤال منطقيًا جدًا. فلايبزيغ لا يبدو منجذبًا لفكرة التخلي عن المبلغ المطلوب أو ترك أولمو يرحل على سبيل الإعارة إلى برشلونة وهو غير مجبر على ذلك، كما أن ضم نيكو ويليامز بفسخ تعاقده دون موافقة أتلتيك بلباو من شأنه أن يجبر البرسا على دفع 50 مليون يورو دفعة واحدة في ظل اشتهار النادي الباسكي بموقفه الصارم من التفاوض حول رحيل نجومه ما يجعل من تقسيط المبلغ المطلوب أمرًا مستبعدًا.
لذلك فإن برشلونة قد يجد نفسه مضطرًا للاختيار بين أولمو أو ويليامز، فصفقتان باهظتان في الصيف ذاته بخط الهجوم قد لا يكون ذلك خيارًا متاحًا لإدارة خوان لابورتا.
الحديث هنا ليس عن الأفضل بين اللاعبين، فقد يكون هناك من هو أكثر جودة لكن الفريق يحتاج للاعب الآخر بشكل أكبر وهنا مربط الفرس.
برشلونة عانى كثيرًا في الموسم الماضي من إيجاد لاعب يشغل مركز الجناح الأيسر بشكل مطمئن ويحمل استمرارية كبيرة، فقد بدأ الموسم مع وجود لاعب رابع في خط الوسط يتحول لجناح أيسر سواء كان غافي أو بيدري أو غيرهما، قبل أن يصل جواو فيلكس الذي بدأ بشكل مثالي لكنه سرعان ما تخلى عن الاستمرارية.
ومع تجارب فاشلة في هذا المركز مثل فيران توريس أو فيتور روكي، كان رافينيا ينهي الموسم في هذا المركز بشكل جيد بعدما خسر مركزه الأساسي لصالح لامين يامال، لكن برشلونة لم يعد يمتلك رفاهية البحث عن الـ “جيد” في هذا المركز بل عن “الممتاز” وفي هذا قد يجد ضالته في نجم بيلباو الذي يمتلك كل المقومات لهذا المركز من قدرة فردية هائلة وشخصية كبيرة بالإضافة إلى فهم طبيعة لعب الفريق ناهيك عن الإمكانات التهديفية المميزة سواء بالقدم اليمنى أو اليسرى وهو ما برز كثيرًا في ليغا الموسم الماضي قبل أن يبزغ نجمه أكثر في يورو 24.
البرسا يحتاج كذلك لداني أولمو، الرجل الذي يمكنه اللعب في مركز الجناح الأيسر لكن بجودة أقل من ويليامز وأقل كذلك من جودة حضوره في عمق الملعب أمام لاعبي الوسط وخلف المهاجم وهو ما خلق إيجابية هائلة لمنتخب إسبانيا في عمق الملعب بعد إصابة بيدري ودخول أولمو أساسيًا، لذلك سيكون لاعب دينامو زغرب السابق وناشئ لاماسيا الأسبق إضافة كبيرة لتشكيلة البلوغرانا.
هناك بديل لأولمو ولا بديل لويليامز!
برشلونة يحتاج للاعبَين، لكن الإجابة عن السؤال الأساسي في هذا الموضوع تبدو سهلة لكاتب المقال، فالنادي الكتالوني يمتلك بديلًا معقولًا لأولمو يمكنه تنفيذ ما يفعله أولمو ولو بجودة أقل وهو فيرمين لوبيز الذي أظهر قدرات جيدة جدًا في موسم أول يُعتمد عليه فيه بشكل أكثر من ذي قبل، وتمكن فيه من الحصول على فرصة أكبر في النصف الثاني بعد تراجع غوندوغان للخلف مانحًا لوبيز فرصة أكبر للعب.
ذلك إن أُجبر النادي الكتالوني على اختيار لاعب واحد فقط، فإنه يجدر به السعي أكثر نحو جناح أتلتيك بلباو مع تأجيل خيار أولمو لوقتٍ لاحق لامتلاكه من قد يعوض النادي الكتالوني بشكل جيد عكس مركز الجناح الأيسر الذي ظل صداعًا طويلًا في البلوغرانا ليس فقط الموسم الماضي بل منذ رحيل نيمار عن صفوف الفريق حتى ولو ظهر أنسو فاتي كمسكّن مؤقت قبل أن تنال منه الإصابات بقسوة.