اقترب النادي الأهلي بقيادة مدربه السويسري مارسيل كولر من الاحتفاظ بلقب الدوري المصري الممتاز، بتكراره الفوز على منافسه الوحيد بيراميدز بهدفٍ دون رد في المباراة التي جمعتهما ضمن الجولة 31 من المسابقة، وهي المرة الأولى التي ينجح فيها المارد الأحمر في الفوز على بيراميدز ذهابًا وإيابًا.
وحقق المارد الأحمر انتصاره الـ15 تواليًا ليصبح على بُعد فوزين فقط من الرقم القياسي المسجل باسمه (17) كأكثر عدد من الانتصارات المتتالية في موسم واحد في تاريخ الدوري المصري.
وباقترابه من التتويج بالدوري، فإن الأهلي سيكون قد أكمل الفوز بالثلاثية، حيث كان قد توج بلقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الترجي، ثم حصد كأس مصر على حساب نادي الزمالك.
أصبح كولر يمتلك فكرة عن كيفية حسم المباريات الكبيرة، وأصبحت لديه التكتيكات الخاصة التي يتعامل بها مع مثل تلك المواعيد التي تمثل النهائيات، وقد اتضح ذلك في 5 مباريات بمثابة النهائيات خاضها هذا الموسم.
كيف يفوز مارسيل كولر بالنهائيات؟
يوضح الجدول أدناه أهم شيء يقوم به كولر في 5 مباريات حاسمة له هذا الموسم، أمام الترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا وأمام الزمالك في نهائي الكأس وفي مباراتي بيراميدز بالدوري المحلي.
المباراة | البطولة | استحواذ الخصم | تسديدات الأهلي على المرمى | أهداف الأهلي |
الترجي | نهائي أبطال أفريقيا – ذهاب | 53% | 1 | 0 |
الترجي | نهائي أبطال أفريقيا – إياب | 59% | 2 | 1 |
الزمالك | نهائي كأس مصر | 54% | 3 | 2 |
بيراميدز | الدوري المصري – ذهاب | 53% | 3 | 3 |
بيراميدز | الدوري المصري – إياب | 55% | 1 | 1 |
المجموع | # | # | 10 | 7 |
فكرة كولر قائمة على ترك الاستحواذ للخصم، وحدث ذلك في الـ5 مباريات، ولم يعد الأهلي يمتلك هاجس الاستحواذ، علمًا أنه ثالث الفرق في الاستحواذ في الدوري المصري.
كولر يترك الكرة للخصم، لكنه طور فريقه لضرب دفاع منافسه عن طريق المرتدات، كما فعل أمام بيراميدز في المباراة الماضية بمرتدة بعد خسارة محمد الشيبي للكرة، وسجل وسام أبو علي هدفًا من تسديدة الأهلي الوحيدة على المرمى.
لم يعد الأهلي بحاجة للاستحواذ وتمرير الكرة، بل اللعب المباشر والتسجيل من المرتدات وقد جاء الهدف الثاني أمام الزمالك في نهائي كأس مصر بكرة مرتدة أيضًا.
يركز الأهلي فقط على حسم الفرص المتاحة واللعب المباشر، وفي 5 مباريات نهائية وحاسمة هذا الموسم سدّد 10 كرات على المرمى (بواقع تسديدتين فقط كل مباراة) وسجل 7 أهداف، أي أنه لم يخطئ سوى في 3 تسديدات فقط.
الأهلي تعامل مع مباراة بيراميدز وكأنها مباراة نهائية، لدرجة أنه كان يقف بكل لاعبيه في ثلث ملعبه كما توضح الصورة أعلاه.
يعتمد كولر على أمرين في ترك الاستحواذ للخصم هو جعله ينهك بنفسه بمرور الوقت، لأن الذي يمتلك الكرة ويضربها باستمرار نسبة استنزافه بدنيًا أكثر بكثير.
ثانيًا، الأهلي يمتلك لاعبين أصحاب سرعات وقدرات على التمرير المباشر وليسوا أصحاب قدرة على تدوير الكرة والاستحواذ، وعندما تفوق الزمالك على الأهلي (2-1) في ذهاب الدوري المحلي، ترك الاستحواذ للأهلي على عكس هوية مدرب الزمالك جوزيه غوميز الذي يسعى للسيطرة والهيمنة على الكرة.
وهذه هي المعضلة التي يجب على الزمالك التفكير فيها في مواجهة كولر المتمرس في النهائيات عندما يلعب الزمالك والأهلي في كأس السوبر الأفريقي، فهل يُكرر غوميز ما فعله في مباراة الدوري عندما تفوق دون الحاجة للاستحواذ؟ أم يفرض هيمنته ويطبق أسلوب لعبه المفضل.